البلاد – رضا سلامة، عمر رأفت
فيما قطع وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، بأن إيران مسؤولة عن الأعمال التخريبية في الشرق الأوسط على مدار السنوات الأربعين الماضية”، مضيفاً أن “نفوذ الحرس الثوري اﻹيراني وميليشياته يمتد من إفريقيا إلى الشرق الأوسط وأفغانستان، ويمكننا أن نرى أيضاً وجودهم في أجزاء أخرى من العالم”، كشف تقرير أمريكي جديد تم إعداده والتصديق عليه من “البنتاجون” أن إيران تدرب مليشيات في العراق لمحاربة الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها في بغداد.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، خلال محاضرة في جامعة جون هوبكينز حول إيران، أن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في الثالث من يناير في حرم مطار بغداد، كان رداً جيداً على تصرفات إيران السيئة، مكرراً موقف الرئيس الأمريكي الذي قال سابقاً: إن سليماني كان يخطط لهجمات جديدة تستهدف المصالح والقوات الأمريكية، معتبراً أن “إخراجه من ساحة المعركة كان رداً مناسباً على سوء سلوك إيران وأفعاله الشخصية على مر السنين”.
ولفت بحسب ما نقلت وسائل إعلام أمريكية، إلى أن “الولايات المتحدة تواجه تهديدات مستمرة من دول مثل إيران، وكوريا الشمالية”، مضيفاً “يجب أن نكون حذرين دائماً من هذه الدول”.
وتابع: “على مر السنين، كانت يد قاسم سليماني ملطخة بدماء آلاف الأميركيين، وكثيرين آخرين، وضمن ذلك الشعب الإيراني”، مشدداً على أن بلاده ستواصل القتال من أجل تدمير داعش في المنطقة، ومواجهة سلوك إيران السيئ.
من جهة ثانية، توقع الكاتب الأمريكي في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس، أن تكون القوة العمالية والحركة العمالية في إيران هي “كلمة السر” للإطاحة بنظام الملالي.
وقال: “العمال الإيرانيون قوة لا يستهان بها ويمكن أن تقف في وجه النظام، وأن هذه الحركة العمالية يتجاهلها النظام الإيراني بشدة، بالرغم من قوتها وقدراتها على إحداث التغيير في حالة اتحادها، خاصة أنها تتعرض للقمع منذ 20 عامًا”.
وفي ساحات التظاهر العراقية، هتف المحتجون، أمس (الجمعة)، ضد الملالي وتدخلهم المستمر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مواصلين رفضهم لفساد الطبقة السياسية وانصياعها بالكامل لتوجيهات حكام طهران، متحديين محاولات أنصار مقتدى الصدر “القبعات الزرقاء” فض التظاهرات بالقوة، كما حدث أخيراً في كربلاء والنجف وخلف عشرات القتلى والجرحي، وفيما كشف تقرير أمريكي عن شبكة إيرانية لقمع المحتجين، وظهرت مؤشرات على تدويل القضية بحثًا عن وسائل لحماية المتظاهرين من القتل والعنف والاختطاف، الذي تمارسه المليشيات الإيرانية على نطاق واسع وغير مسبوق.
وتوافد المتظاهرون على ساحة التحرير ببغداد وساحتي الوثبة والخلاني لإعلان تضامنهم مع نظرائهم في النجف وكربلاء، ولإعلان تنديدهم بإجرام أذرع طهران، وتصميمهم على رفض حكومة محمد توفيق التي يصفونها بـ”حكومة المليشيات الإيرانية”، مطالبين بمحاكمة قتلة المتظاهرين وبرئيس وزراء”غير جدلي” ووزراء مستقلين وانتخابات مبكرة.
وفي ذي قار، شهدت المحافظة مسيرات طلابية رفعت خلالها هتافات ضد إيران وتكليف علاوي، وأمهل المتظاهرون حكومة تصريف الأعمال برئاسة عادل عبد المهدي أسبوعًا لإجراء استفتاء شعبي لاختيار رئيس وزراء مستقل بعيدًا عن الأحزاب السياسية، مهددين بمليونية شعبية في العاصمة بغداد، إن لم تتحقق مطالب المتظاهرين.
وفي النجف وكربلاء، المدينتين اللتين شهدتا خلال الأيام الماضية هجمات دامية للمليشيات على المتظاهرين، عاد المتظاهرون إلى ساحات الاعتصام مؤكدين أن العنف والترهيب لن يزيدهم إلا إصرارًا على مواصلة حراكهم حتى تحقيق المطالب، بينما نظم الطلاب وقفات في جامعة القادسية بالديوانية مناصرين للمتظاهرين في بغداد والنجف وكربلاء، والمدن الأخرى، فيما جدد المرجع الديني علي السيستاني في خطبة الجمعة إدانته للعنف والتجاوزات ضد المتظاهرين، مطالباً القوى الأمنية بتحمل مسؤولياتها في حمايتهم وكشف المعتدين.
وفيما يشير إلى تجريد عناصر الجيش والشرطة من أسلحتهم، لتحملها الميليشيات الإيرانية لقتل المتظاهرين، أظهر مشهد مصور بكاميرا أحد متظاهري كربلاء ضابطا أثناء مغادرته ساحة التربية مقر الاعتصام وسط المدينة، يجري مكالمة مع ما شخص يبدو أنه مسؤوله المباشر، يصرخ الضابط خلالها بالقول: “سيدي يقتلون العالم قدامنا.. وماكو أحد لا يحل ولا يربط.. وأنت ساحب سلاحنا”.
إلى ذلك، أرسل القطب السياسي العراقي إياد علاوي زعيم “ائتلاف الوطنية” خطابًا إلى أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريس بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد، مؤكدا له انحدار الأوضاع إلى مستوى مريع وخطير، ودعاه للتدخل الفوري وإيقاف نزيف الدم وحملات القمع والقتل والاغتيال والاختطاف والترويع بحق ابناء الشعب المنتفض سلميًا، مبيناً أن العراق أصبح تحت رحمة مليشيات منفلتة تعمل بالوكالة، ورئيس الوزراء خاضع لإرادتها وإرادة دولة (جارة) في إشارة إلى إيران.