جدة – البلاد
مشروع جديد سيغير خارطة النقل والخدمات اللوجستية في المملكة ودخولها عصر جديد، وهو ” هايبرلوب” الذي انطلقت أولى مراحله بتوقيع وزارة النقل عقدا لإجراء دراسة أولية حول استخدام تكنولوجيا هايبرلوب في مجال نقل الركاب والبضائع بالمملكة، وذلك ضمن أهداف وزارة النقل للتخطيط المستقبلي لأنظمة النقل الحديثة واستقطاب التقنية الحديثة لتوفير وسائل النقل الذكية.
وتشهد المملكة إنجازات متكاملة في مشاريع النقل الحديث المتمثلة في القطارات، وفي مقدمتها قطار الحرمين السريع، وخطوط المترو في العاصمة وعدد من مدن المملكة ، وذلك ضمن مستهدفات رؤية 2030 لقطاع النقل الداخلي ، واستثمار أكثر من 337 مليار ريال بعمليات تطوير نوعي للبنى التحتية للطرق والسكك الحديدية فيها.
، واستثمار موقع المملكة الاستراتيجي في قلب قارات العالم ، وإمكاناتها الكبيرة لتكون مركزا عالميا لحركة النقل والخدمات اللوجستية.
وبحسب وزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر، يأتي المشروع ضمن أهداف الوزارة للتخطيط المستقبلي لأنظمة النقل الحديثة وتوفير البنية التحتية اللازمة لتعزيز تكنولوجيا التنقل الذكية، بهدف تحقيق مزيد من التسهيل لحركة تنقل الركاب والبضائع.
وكان كولين ريس نائب رئيس شركة «فيرجن هايبرلوب» قد كشف عن انطلاق أعمال الشركة في المملكة خلال 2020 بشأن نظام هايبرلوب للنقل بسرعة 1200 كم في الساعة، عبر كبسولات فائقة السرعة يستوعب كل منها 20 راكبًا، على أن تنتقل عبر أنابيب خاصة صممت لهذا الغرض، وتستغرق عملية الإطلاق 30 ثانية فقط.
ويمثل هذا النظام نقلة نوعية في أسلوب المعيشة والعمل والتجارة في المرحلة المقبلة.
وقالت شركة فيرجن هايبرلوب: إنه تم إطلاق التجارب المعملية على النظام الذي يجسد سباق المملكة مع الزمن من أجل مستقبل أفضل.
وبتدشين هذا المشروع فعليًا، يستطيع سكان الرياض السفر إلى جدة أو أي مدينة خليجية أخرى خلال ساعة واحدة فقط.
ووفقًا للتقارير، من المتوقع أن تستغرق الرحلة بين الرياض وجدة 50 دقيقة فقط، والرياض ومدينة القدية السياحية 7 دقائق، وأن يستغرق تنفيذ المشروع بالكامل 10 سنوات.
وقد تصل تكلفة الكيلو متر الواحد في المشروع إلى 20 مليون دولار، ويجري حاليًا تدريب عدد من الشباب السعودي في المشروع بكاليفورنيا.
مركز لوجستي عالمي
وتقدر قيمة سوق الخدمات اللوجستية في المملكة نحو 67.5 مليار ريال، تمثل 55 % من إجمالي السوق الخليجية، ويتوقع أن يصل حجم القطاع إلى 94 مليار ريال العام الحالي 2020، بحسب الهيئة العامة للاستثمار، وتسهم سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية في جعل المملكة مركزا لوجستيا عالميا، يعتمد بشكل رئيس على النقل بقطاعاته المختلفة بمشاركة القطاعين العام والخاص.
ووفقا لتقرير الهيئة ، فإن موقع المملكة العربية السعودية عند مفترق طرق تجارية دولية مهمة تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا، يعد الأمثل لتوزيع السلع على مستوى دول المنطقة وكذلك دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يبلغ إجمالي ناتجها المحلي 9 تريليونات ريال ويقطنها 647 مليون مستهلك ، علاوة على موقعهاعلى طريق آسيا – أوروبا التجاري، الذي يشهد عبور 12 في المائة من تجارة الحاويات العالمية سنويا.
وتتميز المملكة بتوفر بنى تحتية راسخة للخدمات اللوجستية، وهي بنية مجهزة على النحو الأمثل، إضافة إلى ما تشهده من تطوير مستمر بما يواكب سوقا سريعة التوسع.
ووجهت الحكومة جهودا كبيرة نحو نمو هذا القطاع من خلال الإصلاح التنظيمي والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للخدمات اللوجستية.
وفي هذا الصدد، سبق أن تم الإعلان عن خططٍ لاستثمار 112.5 مليار ريال في مرافق ترقية موانئ المملكة لتمكنها من التنافس العالمي.