من المؤلم أن نتظاهر بما ليس في داخلنا ونعاند مشاعرنا ونتخلى عن أخلاقنا كي نظهر بصورة تُرضي أهواء وأراء من حولنا.
فالجفاء والقسوة والصدود والرد المُلجم أصبحت هي المنظور والمقياس للإنسان القوي المحافظ على كرامته ، وللأسف هذا ما شاع بين منصات التواصل الاجتماعي من خلال بث عبارات وجُمل تحُث عليها.
وقد تشبع مجتمعنا بها فأصبح لديه تركة تراكمات من تلك العبارات التي كان ناتجها عدم التسامح والتغاضي ، بل وأصبح لديه قناعة كاملة بإجابة ” العين بالعين .. والبادئ أظلم “.
وقد تكون تلك الجملة صِيغت بطريقة عدائية ناتجة عن تجربة شخص ما ، فعُممت على المدى الواسع نتيجة الانتشار وأخِذت وكأنها دستور يقتدى به ، فتولد لدينا صراع داخلي بين المسامحة التي هي من طبيعة تكويننا الإنساني وبين الجفاء الذي تلبسنا متوهمين أنه يحافظ على ذاتنا وكرامتنا.
ليتمخض عن ذلك الصراع نفاق في العلاقات على المستوى الشخصي والاجتماعي ؛ فنرى الأيدي تمتد بالمصافحة بينما الصدور موغلة ، ونرى الابتسامة على الشفاه ظاهرة بينما الخبث في باطنها.
وكأننا قد تناسينا قول من أتى ليتمم مكارم أخلاقنا محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – حين قال : ” ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن “.
البريد الإلكتروني
: szs.ksa93@gmail.com