أوميغا -3 و أوميغا-6؛ نوعان من الأحماض الدهنية من تلك التى تتميز بوجود مجموعة من الروابط الكيميائية غير المشبعة؛ لذا فهى مفيدة للإنسان، وفائدتها حيوية أكثر للحوامل، أوميغا – 3 مهمة جدًا لنمو خلايا الدماغ وخلايا الشبكية عند الجنين حتى سن 18 شهرًا. وكذلك أوميغا -6. يأخذ الجنين عادة كل ما يحتاجه من أمه، وعادة يجد ما يكفيه منها إلا في حالات قليلة يكون فيها مستوى هذا المركب قليلًا جدًا عن الطبيعى. كلا النوعين المشار إليهما لا يمكن صناعتها داخل الجسم. السؤال هنا أنه إذا توافر للطفل ما يكفيه منهما على حساب ما تحتاجه الأم، فهل يؤثر هذا على الأم؟
تميل أكثر الدراسات إلى أن نقص تواجد أوميغا -3 عن المطلوب يزيد من احتمالات الولادة المبكرة، أي الولادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين، وهو كذلك مهم لتقليل حدوث الولادة المبكرة قبل الأسبوع الرابع والثلاثين، والمفارقة أن أوميغا-6 إن زاد عن المطلوب فقد يؤدى إلى زيادة حدوث الولادة المبكرة، ولذا فإن التوازن بين أوميغا-3 و أوميغا 6 يجب مراعاته، والأفضل ألا تزيد نسبته عند الحامل عن نسبة واحد إلى واحد، حتى واحد إلى أربع؛ حيث إن تواجد أوميغا- 6 كثير في زيوت القلى المعتادة؛ مثل زيت الذرة ودوار الشمس؛ فإن الحامل تحتاج إلى أن تدعم بما يعطيها المطلوب من أوميغا -3 وتقلل من احتمالات زيادة نسبة أوميغا-6 بالاعتماد على زيوت فول الصويا وزيوت الكانولا وزيت بذور الكتان بدلًا من زيوت الذرة،
وزيوت دوار الشمس؛ إذ إن ملعقة طعام واحدة من زيت الذرة كافية لمنح الحامل كل ما تحتاجه من أوميغا-6، ولكن الذين يسيرون على الأنماط الغذائية الأوروبية عادة ما يأخذون ما يساوي خمس عشرة ملعقة في القلي وأشياء أخرى سنويًا.
المصدر الأساسي لأوميغا -3 هو الأطعمة البحرية؛ لذا تنصح الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد كل حامل بتناول وجبتين من الأطعمة البحرية أسبوعيًا، يعنى ما يصل في مجموعه إلى 400 جم، ونظرًا للتلوث، خاصة بمادة الزئبق الضارة؛ فإن نوعية البحريات يجب أن تكون مما لا يختزن مادة الزئبق مثل سمك السلمون والتونة الخفيفة المعلبة والسردين، والروبيان،
والبلطي والبوري والناجل والحريد والقاروص والماكريل الأطلسي. ويجب تجنب الأسماك القابلة للتلوث المرتفع بالزئبق مثل سمك القرش وسمك سيف البحر، وسمك الماكريل الملكي،
والهامور ذي الحجم الكبير والكنعد، وعمومًا فإن الأسماك ذات دورة الحياة القصيرة والصغيرة الحجم آمنة.
وفي حالة عدم التمكن من أكل الوجبات البحرية الموصى بها تحتاج الحامل إلى المكملات الغذائية المستخرجة من زيت السمك، أو زيت الطحالب. ولعل الأفضل عدم وصف المكملات الغذائية إلا بعد تحليل النمط الغذائى للحامل، وتشجيعها على الحصول على ما يكفيها من الغذاء.
SalehElshehry@
