حسب ما أفصح عنه مركز التحكم و الوقاية من الأمراض في أمريكا، فإن حديثى الولادة المصابين بمرض الزهري الخلقى ما زالت عالية، رغم بعض التراجع في أعداد المصابين خلال عام ٢٠٢٤ مقارنة بعام ٢٠٢٣. في عام ٢٠١٥ تم تشخيص ٤٧٥ حالة زهري خلقى، و في عام ٢٠٢٤ تم تشخيص ٣٩٤١ ، أى أن عدد الحالات زاد بنسبة ٧٠٠٪، و هذا مؤشر خطير؛ يستدعي المزيد من الاجراءات التى تكتشف إصابة الأمهات الحوامل بالزهري مبكرًا، إذ يتيح ذلك فرصة للعلاج بمضادات الحيوية خلال الحمل، وبالتالي وقاية الطفل من الزهري الخلقي.
الزهري الخلقي اسم لمرض الزهري الذي يظهر عند الأطفال حديثى الولادة بسبب انتقال العدوى إلى الجنين من أمه. و تظهر أعراضه على الطفل مبكرًا أي خلال الأشهر الأولى من العمر، ولكنها قد تظهر متأخرا أى بعد عامين من عمر الطفل ، حتى و لو لم تظهر أي أعراض على الطفل حديث الولادة. العلامات المبكرة تتضمن طفحًا نحاسي اللون على راحة اليد ونعل القدم، وإفرازات صديدية مدماة من الأنف، وتضخمًا في الكبد و الطحال، وكذلك صفار على الجلد وملتحمة العين، وتشوهات في العظام، أما العلامات المتأخرة فتشمل الأسنان المسننة، وفقدان السمع وضعف الإبصار، وكذلك تشوهات في الأنف و المفاصل.
وبسبب خطورة الزهري الخلقي و أضراره على الجسم التى قد تستمر خلال فترة الحياة، فإن المتخصصين ينصحون بتوسيع خدمة رعاية الحوامل لكي تشمل الغالبية العظمى منهن، و كذلك فحص الحامل مرتين خلال الحمل لتشخيص مرض الزهري، يجب أن يتم الفحص الأول خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل. أما الفحص الثانى فيجب أن يتم في آخر الثلث الثاني من الحمل أو في بداية الثلث الأخير. إن تشخيص وجود الزهري عند الحوامل والتأكد من تعاطى العلاج المناسب يكفل – بإذن الله – حماية الطفل من مرض خطير، كاد ينتهي منذ اكتشاف مضادات الحيوية،
ولكنه عاد للظهور الآن بسبب الانفلات الجنسي، أعاذ الله شعبنا و أمتنا من ذلك.
SalehElshehry@
