وبناء على الدراسات التى أشرنا إليها؛ فإن على الممارسين الصحيين اعتبار أن النوم الصحي لفترة كافية هو العمود الصحى الثالث، إلى جانب الغذاء و ممارسة الرياضة، لتحقيق نمط الحياة المثالي المطلوب؛ لتفادى الوزن الزائد أو للتخلص منه؛ لذا فإن الجمعية الأمريكية لأمراض القلب تختصر المسألة بالقول: إنه كلما حقق النوم شروطه الصحية، فإنه يساعد صاحبه على اكتساب العادات الغذائية السليمة، إضافة إلى فوائد صحية و نفسية أخرى تساعد على المحافظة على الوزن المناسب لصحة القلب.
ما يساعد على النوم الصحى الظلام في غرفة النوم في ساعات الليل مع درجة حرارة معتدلة أقرب للبرودة، و السماح بدخول الضوء خلال ساعة اليقظة المبكرة، مع ممارسة الرياضة ، والنشاط البدني خلال ساعات النهار، و قبل أى شيء آخر فإن النوم ساعات كافية ليلًا لا يغنى عنه الاعتماد على القيلولة النهارية، التى تساعد على تجديد النشاط، و لكنها ليست بديلًا للنوم ليلًا. ولا يصلح ضرر نقص النوم الليلى التعويض بالنوم الطويل في إجازة نهاية الأسبوع، وهذا يوافق ما نفهمه من الٱية الكريمة ( وجعلنا نومكم سباتًا وجعلنا الليل لباسًا، وجعلنا النهار معاشًا).
كذلك هناك قرائن على أن الضوء الأزرق الذي يصدر عن الأجهزة الإلكترونية يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين؛ حيث يعمل هذا الهرمون على استدعاء النوم ثم الاستغراق فيه؛ لذا ينصح بالتقليل من التعامل مع الأجهزة الإلكترونية مع اقتراب ساعة النوم. وهذا يعنى أن نتحاشى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستعراض الرسائل والمكالمات الهاتفية والمشاهدة الشرهة للتلفاز؛ مثل الاستجابة لإغراء مشاهدة عدة حلقات من مسلسل مرغوب عند اقتراب ساعة النوم أو في السري. كل هذا يساعد على تحقيق الاكتفاء من النوم الصحي.
بالمقابل يوصى خبراء النوم بمتابعة روتين النوم الصحى، مثل الحمام الدافئ، والقراءة، والاستماع للموسيقى الهادئة، ويمكن أن أضيف الاستماع إلى القرآن الكريم، والمواظبة على المأثورات ودعاء النوم ودعاء الأرق.
تذكر دائمًا أن النوم الصحى أولى من المسلسل المثير، وأفضل من الفوز في الألعاب الإلكترونية، وأهم كذلك من الاستغراق في مراسلة الأصدقاء.
SalehElshehry@
