ونعنى بها ما يروج على وسائل التواصل الاجتماعي، منسوبًا في بعض الأحيان إلى أطباء، من حديث عن جراحات تجري للأعضاء النسائية الأنثوية، لأغراض غير علاجية، ونقصد بغير علاجية أنها لا تُعمل لتصحيح ما ثبت بالوسائل الطبية المتعارف عليها أنه غير طبيعي، ونشأ عنه معاناة للمريضة. وقد ازدادت هذه الجراحات كثيرًا في العقدين الماضيين. في الولايات المتحدة زادت نسبة عمليات ترميم الأشفار مثلًا بنسبة خمسين في المائة ما بين عامي ٢٠١٤ – ٢٠١٨، و يُعزى سبب الزيادة إلى الترويج عبر وسائل التواصل المعاصرة. وعلى المستوي المحلي، أصبحنا نرى في الإعلان عن الوظائف، طلب أطباء مؤهلين لإجراء الجراحات التجميلية النسائية.
خلال السنوات الماضية، استُخدم أكثر من مسمَّى انجليزى لهذه الجراحات، فهى تجميلية وترميمية وتكميلية. وهدف هذه التسميات الإشارة إلى الطبيعة غير العلاجية لأكثر هذه الجراحات، فبعضها يعنى بتصغير أو تكبير ما كان خلقة طبيعية غير شائهة.
يتضمن الإعلان عن هذه الجراحات الإشارة إلى إحدى الجمعيات الأمريكية كمصدر لتأهيل الممارس المعنى بإجراء هذه الجراحات. وإذا عدنا إلى النشرة الخاصة بالكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، وهي الهيئة العلمية الأولى من ناحية اعتماد توصياتها في كافة أرجاء الولايات الأمريكية، وقد تمت إعادة مراجعة توصياتها و التأكيد عليها عام ٢٠٢٣.
تؤكد التوصيات على ضرورة إبلاغ طالبات هذه الجراحة على الافتقار إلى معلومات ذات جودة عالية عن فعالية هذا النوع من الجراحة. كما يجب توضيح المضاعفات المحتملة لهذه العمليات، و منها الآلام،
وخاصة ما له علاقة بممارسة العلاقات الجنسية، و تغير الأحاسيس في المنطقة، النزيف، والالتهابات، والالتصاقات بين الأعضاء التى تكون في مجموعها الجهاز التناسلي الخارجى، وكذلك ظهور ندوب جراحية مكان العملية، والحاجة إلى إعادة الجراحة بسبب هذه المشكلات. وتؤكد التوصيات على ضرورة أن يكون من يتعامل مع هذه الحالات، قد حصل على تدريب مهني كاف، لا فقط من ناحية القدرة على إجراء العمليات،
ولكن أيضًا المعرفة الكافية بالحالات النفسية التي تصاحب هذه الإضطرابات؛ مثل الاكتئاب والقلق. كما يجب أن يكون الجراح ماهرًا في تشخيص اضطراب التشوه الجسدى، وهو نوع من الاضطراب الوسواسي، يعتقد صاحبه أن لديه تشوهات جسدية، ظاهرة أو غامضة. ينشأ هذا الاضطراب عن عوامل بيولوجية أو نفسية أو بيئية، ويعاني منه ١-٢٪ من الناس، الذين تبدأ معاناتهم في مقتبل العمر، ويؤدى هذا النوع من الوسواس لأمراض نفسية، وصعوبات وظيفية،
والمقصود صعوبات في توظيف العضو الجسمى المقصود، كأن يؤدي إلى الامتناع عن الزواج بسبب الشعور بعدم الكفاءة الجسدية. والأشخاص المصابون بهذا الاضطراب، عادة ما ينتهون إلى طلب هذا النوع من الجراحات التجميلية، سواء ما يتعلق منها بالأعضاء الجنسية، أو أعضاء الجسم الأخرى؛ لذا يجب على الممارس الطبي تحويل المريضة إلى التخصص المناسب للتعامل مع هذه الحالات المرضية قبل إجراء الجراحة. (يتبع)