يوم التأسيس هو يوم للإحتفال بهذه المناسبة الوطنية الجميلة، ونسلِّط الضوء فيها على العمق التاريخي لتأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود، ليبدأ المسيرة الحضارية المجيدة للدولة السعودية في شبه الجزيرة العربية، يأتي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام، في مرحلة مهمة للغاية، فاليوم أصبح الاقتصاد السعودي أقوى من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم، حيث سجلت نسبة نمو بعد تنويع الاقتصاد وذلك ضمن رؤية السعودية 2030، حيث ركزت على استخدام عائدات النفط لتوجيه الاستثمارات إلى الصناعات غير النفطية والقطاعات الواعدة، كذلك السياحة والتي لعبت دورًا رئيسيًا في خطط المملكة لتنويع الاقتصاد، حيث يساهم القطاع بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي في طريقها إلى جذب أكثر من 100 مليون زائر سنويًا، ما يجعل المملكة أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم، ورغم الظروف التي تواجهها المنطقة والعالم، تواصل المملكة تحقيق التقدم إلى الأمام، حيث يعدّ الانفتاح الثقافي أحد المزايا الطويلة التي تضمن لها مكانتها القيادية، فبالإضافة إلى كونه أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، يظهر السوق السعودي باستمرار كواحد من أسرع الأسواق نموًا في الشرق الأوسط والعالم، وهناك عدد من العوامل التي تؤثر على هذا النمو، وبالتالي فإن هذا النمو يعزز اقتصاد الشرق الأوسط ككل، هناك الكثير من المبادرات الحكومية التي تدفع الأعمال التجارية والمستثمرين إلى المملكة، وتشجع المشاركة المحلية والدولية في اقتصادها.
لقد كانت الطفرة الاقتصادية في السعودية، ترجع إلي صناعة النفط والطاقة، حيث تمتلك المملكة نسبة كبيرة من احتياطيات النفط العالمية، وهي واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط، ولديها واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم، ولكن نظرًا لجهود المملكة لجذب الأعمال والاستثمار الأجنبي والسياحة للبلاد، كان هناك أيضًا نمو كبير ومساهمة في الناتج المحلي الإجمالي من الصناعات غير النفطية حيث شهدت القطاعات غير النفطية في السعودية نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة نتيجة لبيئة الأعمال الحالية وإصلاحات السوق، فالخطوات التي اتخذتها المملكة في إصلاح البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، مدعومة بموقعها الجغرافي، وارتباطاتها بدول الخليج المحيطة، مكنت السعودية من الظهور كمركز عالمي لمجموعة أوسع من الأنشطة التجارية، يأتي الاستثمار في السعودية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة كأكبر دولة مستثمرة في السعودية، وهو مؤشر على السوق المزدهرة التي تقدمها السعودية، ومثال على الثقة والأمان الذي يتمتع به السوق السعودي، الصناعات والقطاعات التي تشهد الاستثمار والتطوير في السعودية متنوعة من النقل والخدمات اللوجستية إلى السياحة والثقافة والترفية، وهناك عدد من المشاريع الجارية في السعودية تساعد في الاستثمار في قطاعات متعددة، وهي مشاريع ضخمة من المقرر أن تكتمل تزامناً مع رؤية 2030، ولا شك أن هذه المشاريع الضخمة ستجذب الكثير من الاهتمام إلى المملكة، كبناء أطول مبنى في العالم، ومدينة ملاهي، ومحمية طبيعية، ونيوم المدينة عالية التقنية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما يوضح أن مستقبل الصناعات والاقتصاد في المملكة، سيستمر في مساره التصاعدي الإيجابي خلال الفترة المقبلة.
NevenAbbass@