خرج علينا فيلم بوليودي يحمل إسم “حياة الماعز” وهو أشبه بالقفاعه التي سرعان ما ستتلاشي، يتحدث عن قصة عامل هندي تعرض عبر نظام الكفيل “للعبودية” بحسب تصور الفيلم، ولكن ما لم يتطرق إليه صناع العمل: أن الكفيل الحقيقي للقصة قتل علي يد العامل الهندي وقام أصحاب الدم بالتنازل وتعويض العامل بمبلغ مالي كبير، كذلك لم يتطرق العمل للإزدواجية التي يمارسها أبطال العمل علي أرض الواقع،
فالممثل طالب البلوشي وهو فنان يحمل الجنسية العمانية، قدّم دور الكفيل، كان له مقطع عنصري ضد الوافدين والهنود بشكل خاص، كذلك بطل الفيلم الرئيسي الممثل الهندي بريثفيراج سوكوماران، والذي إستضافته المملكة في مهرجان “ميديا وان برافاسولسافام” بجدة 2020، وهو ما يترجم أن العمل لا يعبر عن أشخاص، بل يعبر عن كيانات تعمل لتعطيل مسيرة التنمية، وإيهام الرأي العام العالمي: أن ما يتعرَّض له آلاف العمالة الوافدة في السعودية، لا يمكن وصفه أو تحمُّله، ما حدث هو حالة فردية، لا تعبر عن طبيعة الشعب السعودي، الذي عُرف بمكارم الأخلاق، والفزعة، وحسن الضيافة، والرحمة، والإخاء، فحياة الوافدين في المملكة، والذين يمثلون ما يقرب من 31% من مجموع السكان، يتمتعون بالكثير من المزايا، التي لا تقدمها أي دول أخري، فنظام الكفالة موجود بعدد كبير من البلدان، وهو نظام يحدِّد العلاقة بين صاحب العمل والعامل الأجنبي، لكن إستغلال تلك الحالة الفردية للتوجه ضدّ المملكة، يظهر أن هناك مؤامرة، فالمملكة وظّفت كل الجهود لتقديم العديد من المزايا، التي تضمن حياة جيدة لكل من يعيش علي أرضها، بينها الإقامة المميّزة، والتي أدخلت عام 2019، وهي بطاقة خضراء سعودية غير رسمية، تمنح المغترب الحق في العيش، والعمل، والتملُّك التجاري والعقاري في المملكة دون الحاجة لكفيل، كذلك صدرت العديد من الأوامر الملكية والسامية وقرارات مجلس الوزراء، المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث أطلقت السعودية محاكم عمالية متخصصة في أكتوبر 2018 بمسار رقمي كامل لتسّريع إنهاء القضايا المتعلقة بالعمالة وأوضاعهم المعيشية.
لماذا لم يتطرق الفيلم للسعي الدائم لتحّسين نوعية الحياة لغير السعوديين، والرواتب المرتفعة، والتعليم المدفوع الأجر بواسطة أرباب العمل، والأحياء السكنية المسوَّرة، والوظائف الهامة التي يتولاها الوافد في مجالات القطاع الصحي والتعليم والنفط والصناعات التحويلية والبتروكيماويات؟
الفيلم صوَّر حياة المواطن الهندي في بلاده، علي أنها واحدة من أفضل طرق الحياة، وهي مبالغة هندية كانت ستصبح مقنعة لو تحدثت عن الـ 30% من حالات العنف المنزلي التي يتعرض لها الهنود داخل منازلهم، وكذلك أكثر من 80% من تلك الحالات التي فشلت في إيجاد مدّ يد العون لها، لإعتبار الشرطة الهندية أن العنف هو شأن أسري لا يقبل التدخُّل فيه.
وبالأخير، سيتهاوي كل أذناب من يحاول تشّويه صورة المملكة، وستظل السعودية شامخة كالنخيل في وجه العواصف.
NevenAbbass@