اجتماعية مقالات الكتاب

الكشف عن مرض الزهري عند الحوامل

في أبريل هذا العام (٢٠٢٤)، أصدرت مجموعة من الهيئات الطبية في أمريكا، توصية بخصوص فحص الحوامل لمرض الزهري ( السفلس). من بين هذه الهيئات، الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد. توصى هذه الهيئات، بعمل استقصاء لوجود مرض الزهري، عند كل الحوامل، عند أول زيارة متابعة للحمل، و كذلك توصى بإعادة الفحص في الثلث الأخير من الحمل، وإعادة الفحص عند الولادة.

و تبرير ذلك، أن عدد حالات مرض الزهري الخلقي، قد إزدادت أكثر من سبعة أضعاف ما بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠٢٢. و يُقصد بمرض الزهري الخلقي ، المرض الذي ينتقل من الأم للجنين . تم تسجيل ٣٧٥٥ حالة زهري خلقي خلال عام ٢٠٢٣ ، أكثر من ثمانين في المائة من حالات الزهري الخلقي يمكن منعها بفحص الأم و علاجها خلال الحمل، و الباقى يمكن تقليله بتشجيع الحوامل اللاتى لا يجدن فرصة لمتابعة الحمل للتواصل المتاح مع أي هيئة طبية، علماً بأن مركز التحكُّم في الأمراض في أمريكا، قد أصدر إرشادات للكشف عن باقى الأمراض الجنسية خلال الحمل، بالاعتماد على وجود عوامل خطورة ، و لكن بالنسبة لمرض الزهري، فإن التوصيات تتعلق بكل الحوامل.

علاج الزهري خلال الحمل، يحتاج إلى بدء برنامج العلاج، والانتهاء منه خلال الحمل ، و هو كفيل بمنع أي حالة زهري خلقي ، و العقار المطلوب ، هو أحد أنواع البنسلين ، الذي يؤخذ بالحقن.

تقدر منظمة الصحة العالمية، نسبة الحوامل المصابات بالزهري في العالم، ب سبعة من كل ألف حامل، أكثرهن في أفريقيا ، وقد كان هذا سببا لمائتي ألف وفاة بين حديثى الولادة، ومليون ونصف مصاب بين الأطفال حديثى الولادة عام ٢٠٢٣ م. وهذا يدل على أن المشكلة عالمية، و على شيوع الإنفلات الجنسي في العالم.

يسبِّب المرض للأُم الإجهاض، والولادة المبكِّرة، والوفاة الجنينية، ووفاة الطفل حديث الولادة، أما بالنسبة للطفل، فقد يبدو طبيعياً عند الولادة، ولكن خلال مدة من ثلاثة أشهر إلى عامين، تظهر عليه أعراض فقر الدم و نقص الصفيحات الدموية، و تضخُّم الكبد واضطرابات أدائها ، و تشوُّهات العظام و غير ذلك.

هل نواجه في الدول الإسلامية هذه المشكلة بدرجة تقتضي الأخذ بنفس الاحتياطات التى تتخذها أمريكا ؟ سؤال نحتاج إلى إحصائيات دقيقة لإجابته . الأمل أن تكون أخلاقيات الإسلام التى تمنع الممارسات الجنسية خارج الإطار المشروع كافية لمنع هذه المشكلة.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *