اجتماعية مقالات الكتاب

كي تكتب.. عليك أن تجرِّب

لا يمكن لكاتب مارس التأليف والكتابة ولم يُسأل عن كيفية كونه أصبح كاتبًا، رغم اختلاف الإجابات كعليك أن تقرأ كثيرًا، أو أن تتدرب على الكتابة وغيرها من الأساليب، إلا أنه يمكن لأي شخص أن يكون كذلك، نعم فرغم غرابة الإجابة إلا أنه يمكنك عزيزي القارئ في لحظةٍ ما تصبح كاتبًا تمارس التأليف وقد يشار إليك بالبنان، فعلى خلفية مقال كتبته المؤلفة أرسولا ك.

لي جوين ، تحدثت فيه عن هذا الأمر بشرط أن تكون روحك منفتحة لهذا الأمر، فحين تكون الروح منغلقة لا يمكنك ممارسة شيء واقتبس من مقالها ما قالت فيه: “يمكن للروح المنغلقة أن تمر بالحروب وتخوض مغامرات أهلية أو تذهب رحلة إلى القمر لكن ليس لديها ما تكتبه عن هذه “التجارب”، في حين أن الروح المنفتحة يمكنها أن تفعل المعجزات دون شيء”، ثم استشهدت بتجربة الشقيقات آن و اميلي وشارلوت برونتي اللائي قضين حياة مملوءة بالقسوة والفقر وحرمان من أبسط مقومات الحياة كالتعليم أو الخروج كون والدهما قسيس مخلص يسكن الريف الإنجليزي فنشأن في شظف من الحياة والبؤس، لكنهن مع ذلك قمن بتأليف أعظم أعمال الأدب الكلاسيكي الإنجليزي، برواية “نزيل قاعة ويلدفن” لآن، و”مرتفعات ويذرنغ” للشقيقة إميلي وأخيرًا الرواية التي تحبها أمي كثيرًا وتساعدها كثيرًا في التعافي كلما قرأتها رواية “جين آير” لشارلوت برونتي، كذلك الكاتب محمد شكري الذي تعلم القراءة والكتابة في سن متأخرة إلا أنه كتب أول عمل له المتمثل في رواية “الخبز الحافي”، فرغم جرأة العمل وشعور من قرأها بالاشمئزاز، لكنها تنصف الأفضل على العديد من الروايات التي كُتبت على يد مؤلفين درسوا في سن مبكرة.

وهذا ما تحدثت عنه أرسولا في مقالها، أن التجربة هي من تجعل الكاتب يكتب، ولا يكاد كاتب قام بتأليف رواية أو قصة إلا وأسقط عليها تجربته الخاصة، ففي تحفة ليو تولستوي “آنا كارنينا” وضع أن أحد شخصيات الرواية الرئيسية كان ارستقراطيًا لكنه يشارك العمال في فلاحة الأرض والجلوس معهم، فيما ذكر النقاد أنه يتحدث عنه نفسه لأنه كذلك في حياته الواقعية، وفيما كنت اقرأ للأديب غازي القصيبي -رحمة الله- قصص “حكاية حب” و “رجل جاء ورحل” و “الزهايمر” كنت أشعر أنه -رحمه الله- كان يريد إيصال رسالة ما، ومن خلال البحث قرأت ذات مره أنه كان يقصد نفسه، وقد سبقته الكاتبة العظيمة آجاثا كريستي التي وضعت تجربتها في آخر عمل لها وكأنها تودع جمهورها من خلال رواية ” الأفيال لا تنسى”.

لذلك ليس عليك أن تجتهد وتبحث لأجل أن تكتب أيها القارئ، فقط عليك أن تمسك بقلمك وتطلق لنفسك العنان، لا تتوقف عن الكتابة حتى لو كان الأمر يزعجك، لأنك حينها ستخرج أجمل ما في جعبتك من إبداع.

@i1_nuha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *