ضج عالم كرة القدم في أقل من أربعة وعشرين ساعة، والسبب؟
– لم يتعلق بتحقيق ناد لبطولة الدوري المحلي لبلاده، ولا بأن صفقة كروية مدوية، ولا بوجود بطولة كرة قدم جديدة، أو باحتفال الفيفا بمئة وعشرين عاماً على التأسيس.
ضج عالم كرة القدم.. والسبب(اعتزال توني كروس). قد يرى البعض أن الأمر ليس ذات أهمية كبرى، وعلى الأغلب أن مثل هذا الرأي لذوي الفهم المحدود لكرة القدم. توني كروس أسطورة كرة قدم حية، كنا من المحظوظين أن ابتسم لنا الزمن ليجعلنا نتابعته أسبوعياً على مدار عشر سنوات بقميص ريال مدريد. هذا الأسطورة، الذي اختار أن يخرج من الباب الكبير عندما صدم كل العالم بقرار اعتزاله مع نهاية بطولة أمم أوروبا للمنتخبات. توني كروس قرر اعتزال كرة القدم، وهو يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق، وهو في سن الأربعة والثلاثين.
هذا النجم الذي أتى إلى الريال، وهو بطل لكأس العالم 2014، سيخرج وهو بطل للدوري الإسباني، وعلى مشارف تحقيق دوري الأبطال للمرة الخامسة مع ريال مدريد، والسادسة في تاريخه؛ ليكون من القلائل في العالم الذين يحملون هذا الرقم.
توني كروس، الذي لم تنقص درجة دقة تمريراته عن 92% طوال عشرة سنوات، وهذا ما يجعل الأمر في غاية التعقيد والصعوبة على الآخرين. اللاعب الذي لم يعطه الإعلام الكروي حقه، وذلك لأنهم لم يسألوا أنفسهم سؤالاً منطقياً واحداً، وهو:
– هل من المعقول أن يبقى لاعباً وبشكلٍ أساس طوال عشر سنوات في تشكيلة ريال مدريد مع اختلاف وتناوب المدربين ويكون لاعباً عادياً؟ الإجابة بكل تأكيد: لا. كان توني كروس يهتم بما يقدم في الملعب، ولم يُعر ما يكون خارجه أي اهتمام، لذلك، كان الرقم الصعب في الريال، وسيصبح مستقبلاً الرقم الأصعب؛ لأن تعويض توني كروس ليس بالأمر السهل.
وقفة: في كرة القدم العالمية لم أتأثر طوال حياتي إلا باعتزال ثلاثة: مارادونا، روبرتو باجيو، رونالدو الظاهرة. والآن أستطيع أن أقول: إن رابعهم هوّ توني كروس.