الأسبوع الماضي، انتشرت عدة فيديوهات تخص بعض جماهير توتنهام بسؤالهم عن.. هل يتقبلون فوز الغريم التقليدي نادي أرسنال بالدوري في حال فوزه على مانشستر سيتي، وصدمنا بأجوبة أقل ما أقول عنها أنها لا تصدر من أشخاص أسوياء عقلياً .. ربما أسوياء عاطفياً ولكن ليس عقلياً. أحب أن نسمي الأمور بمسمياتها لذلك سأقول: إن (الكراهية).. نعم الكراهية بين جماهير الأندية يعتبرها البعض جزءًا من اللعبة، وأنه النوع المحبب من الانفصام العقلي؛ حيث إنهم يقنعونك بأن هذه الأمور ذات علاقة فقط بكرة القدم، أو كما نسميها “طقطقة” والحقيقة أن هذه “الطقطقة” المزعومة ابتعدت كثيرًا عن جانبها المضحك والطريف منذ سنوات، والحقيقة أن التعصب الرياضي مشكلة تواجه العديد من المجتمعات، ويمكن أن تؤدي إلى سلوكيات عدوانية وتوترات بين الجماهير، وقد يزعم البعض بأني أبالغ في وصفي وحديثي عن الموضوع، وأن الحال لن يصل بجماهيرنا إلى هذا الحد، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فلو نظرنا إلى الخطوط الحمراء وتعريفها في العشرين عامًا الماضية، سنجد أنها تغيرت للمشجع والإعلامي على حد سواء، ولعل أبسط الأمثلة على ذلك تلوين وتفسير بعض الحركات غير الأخلاقية من بعض اللاعبين- حتى وإن كانت ذات معانٍ مختلفة في ثقافات أخرى- فثقافة التعصب جعلتهم ينكرون المعنى غير الأخلاقي في مجتمعنا لتبرير تعصبهم.
الحديث عن الحلول قد يطول ويعتريه الكثير من التنظير، ولكن لو كان لي اختيار نقاط البداية، فستكون بالتوعية والتثقيف وبرامج التوعية في المدارس؛ كأولوية والتشجيع على الروح الرياضية لتعزيز قيم الرياضة واحترام الآخرين على أن يكون للمعلمين دور كبير في ذلك، وأركز هنا على أهمية فلترة وتقييم سلوك المعلم من ناحية التعصب الرياضي، ففاقد الشيء لا يعطيه، وتعزيز ذلك الأمر بالتقدير والمكافأة وتقديم جوائز لتشجيع السلوكيات الرياضية الإيجابية.
من خلال تبني هذه الإستراتيجية بشكل متكامل، يمكن بناء جيل أقل تعصبًا وتعزيز بيئة رياضية صحية ومحترمة؛ تعكس القيم الحقيقية للرياضة.
بُعد آخر..
لابد يكون هناك في كل ناد؛ خصوصًا أندية صندوق الاستثمارات العامة مكتب يسمى (مكتب مراقبة تطبيق الإستراتيجيات) مهمته المتابعة الدائمة للكيفية التي تتعامل بها الأندية مع الدعم، وحتى الأمور الإستراتيجية والفنية؛ للحرص على جودة التطبيق، ولتفادي التصرفات والتصريحات الغريبة التي نراها من مسؤولي الأندية.