متابعات

بكتيريا التهابات الفم تنتقل عبر الدم .. إستشاري: أمراض اللثة بوابة للإصابة بالروماتويد

جدة ــ ياسر خليل

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أنه في السنوات الأخيرة أصبحت الصلة بين أمراض اللثة والروماتويد أكثر وضوحًا ، إذ قد تعمل بعض بكتيريا الفم والمسببة لأمراض اللثة على تكوين البروتينات الطافرة فيهاجمها الجهاز المناعي على إنها غريبة ، وقد تنتشر الاستجابة الالتهابية للبكتيريا كمحفز لالتهاب المفاصل ، ونظرًا لتأخر أعراض الروماتويد فقد يصاب الشخص بمرض اللثة لمدة عشر سنوات قبل أن يتم تشخيصه بالروماتويد.

وقال تزامنًا مع اليوم العالمي لصحة الفم والأسنان ، إن دراسة نرويجية أجريت تحت عنوان “مضاعفات أمراض الفم وأثرها على التهاب المفاصل” واستمرت لمدة ثلاثة سنوات وشملت فحص الدم والجينات الوراثية لـ50 ألف نرويجي مصاب بالروماتويد, بينت أن البكتيريا الناجمة عن التهابات الفم وتسوس الأسنان تنتقل إلى المفاصل عن طريق الدم، وقد تؤدي إلى الإصابة بالروماتويد .


وأشار “حسين” إلى أن دراسة أخرى بريطانية قام بها باحثون بمركز الطب الحيوي بمدينة ليدز وعرضوا نتائجها بالمؤتمر الأوروبي للروماتيزم بأمستردام، أظهرت أن أمراض اللثة لا تؤذي صحة الفم والأسنان فحسب بل تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد ، إذ لفت قائد فريق البحث الدكتور كولفير مانكيا أن النتائج تدعم فرضية أن الالتهاب على الأسطح المخاطية مثل اللثة قد يؤهب لأمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد ، بينما وجدت عالمة الأحياء فيكي ياو، بجامعة رايس بتكساس، آثارًا للبكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة بالعينات التي تم جمعها من مرضى الروماتويد، وأدى اكتشافها إلى وجود صلة بين نوبات الروماتويد والتهاب دواعم السن ونصحت باستعمال نوعًا من غسول الفم للحد من فعالية الروماتويد ،
وتابع : في عام 2020 وجد باحثون أسبان أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة الحادة يعانون أيضًا من الروماتويد الشديد ، حيث كان المرضى الذين يعانون من الجير والنزيف وانهيار أنسجة اللثة لديهم الروماتويد أسوأ بكل المقاييس من حيث نشاط المرض وعلامات ، فالميكروبات الموجودة في الفم تعتبر جيدة بشكل خاص في تكوين الأجسام المضادة الذاتية ، وذلك لأن بكتيريا وحيدات الخلية البورفيرينية اللثوية وهو ميكروب فموي مرتبط بالتهاب المفاصل – يحتوي على إنزيم فريد يؤدي إلى التغيرات الكيميائية والفيزيائية للببتيدات أو البروتينات المستهدفة ، ومنتجات هذه العملية هي بروتينات سيترولينية، إذ يمكن لجهاز المناعة أن يتعرف عليها كأنها مستضدات غير ذاتية ، وبالتالي يقوم بتكوين استجابة مناعية ذاتية فتنتج هذه الأجسام المضادة الببتيدية المضادة للسيترولين (ACPAs) والتي تؤدي إلى تدمير هذه البروتينات والأنسجة المحيطة بها مما يسبب اضطرابات المناعة الذاتية فإن الفحص المصلي لوجود ACPAs مفيد جدًا في التشخيص المبكر لاضطرابات المناعة الذاتية، خاصة في مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.

وأردف أن نتائج معظم الدراسات السريرية أشارت إلى أن الأفراد المصابين بالتهاب اللثة وعدوى وحيدات الخلية البورفيرينية اللثوية معرضون لخطر الإصابة بالروماتويد ، وأن شدة التهاب اللثة ووجود هذه البكتيريا يقلل من فعالية العلاج الدوائي لمرضى الروماتويد. بالإضافة إلى ذلك يبدو أن علاج اللثة غير الجراحي فعال في السيطرة على حالات التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال تقليل فعالية المرض وسرعة الترسيب ، كما أن العلاقة بين أمراض اللثة والتهاب المفاصل لا تظهر فقط عند البالغين ، فالأطفال المصابون بالتهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب (JIA) لديهم بكتيريا التهابية بالفم غير موجودة في أقرانهم الأصحاء ، وبذلك يبدو أن الأنواع المختلفة من البكتيريا تتوافق مع جوانب معينة من التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب ، ويرتبط بعضها بزيادة نشاط المرض والبعض الآخر بعدد أكبر من المفاصل المصابة ، كما يرتبط بعضها أيضًا بالتسوس الذي لا يستجيب للعلاج.

وأستدرك أن بعض الباحثين وجدوا بكتيريا عن طريق الفم في السائل الزليلي “السائل اللزج بين المفاصل” للمرضى الذين يعانون من الروماتويد ، ويبدو الآن أنه من المرجح أن البكتيريا تهرب من الفم عبر أنسجة اللثة التالفة، وتدخل مجرى الدم وتنتقل إلى مواقع في جميع أنحاء الجسم مثل المفاصل

ونصح للحفاظ على نظافة الفم الجيدة وصحة اللثة بضرورة غسل الأسنان بالمعجون مرتين باليوم على الأقل،وتنظيف ما بين الأسنان كل يوم باستخدام الخيط أو الفرشاة بين الأسنان ، واستبدال فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر، ومراجعة طبيب وأخصائي صحة الأسنان لإجراء فحوصات منتظمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *