المحليات

تمكين القوى العاملة في السعودية من خلال إتقان اللغة الإنجليزية

جدة : البلاد

بالتزامن مع مضي المملكة العربية السعودية قدماً في بلورة رؤيتها التحويلية 2030، أصبح التركيز على إتقان اللغة الإنجليزية ضمن القوى العاملة أكثر أهمية من أي وقت مضى. وأفاد علي الصبان، رئيس قسم الشركات وتعليم اللغة الإنجليزية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في شركة “بيرسون”،  خلال مقابلة حصرية أجريت معه، بأنه قد أصبح من الواضح أن إتقان اللغة الإنجليزية لم يعد يدور حول مجرّد تعلّم  الإنجليزية كلغة فحسب، بل يتعلّق بإطلاق العنان للإمكانات واغتنام الفرص العالمية. وقد استعرض الصبان، الذي يتمتع بخبرة مثبتة وواسعة في مجال المبادرات التعليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا، تصورات ورؤى قيّمة مستخلصة من أحدث استطلاع أجرته “بيرسون” بعنوان “دور اللغة الإنجليزية في تشكيل ملامح مستقبلنا”، مع التركيز على التأثير التحويلي لإتقان اللغة الإنجليزية على القوى العاملة السعودية.

إتقان اللغة الإنجليزية: بوابة إلى الازدهار الاقتصادي

وفقاً للصبان، فإن 98% من المستطلعين السعوديين يدركون أهمية اللغة الإنجليزية في التوظيف، ويتوقع عدد مماثل أن تزداد أهميتها خلال السنوات الخمس المقبلة. ويقول الصبان، “إن إتقان اللغة الإنجليزية ليس مجرد مهارة، بل يشكل محركاً دافعاً لنمو وتحوّل القوى العاملة.” ويؤكّد هذا الإجماع الكبير على الدور المحوري الذي تلعبه اللغة في عالم الأعمال والعلاقات الدولية. ويوضح الصبّان قائلا: “في مشهد الاقتصاد العالمي اليوم، لا تنطوي اللغة الإنجليزية على منافع جمّة فحسب، بل تشكّل وسيلة ضرورية لاغتنام الفرص التجارية العالمية ودفع عجلة التنويع الاقتصادي”.

الكفاءة العالية تعني تحقيق مكاسب أكبر

إن العلاقة بين إتقان اللغة الإنجليزية والفوائد الاقتصادية واضحة ولا لبس فيها. ويشير الصبان إلى أن المهنيين في المملكة العربية السعودية الذين يتقنون اللغة الإنجليزية أفادوا بأنهم يتاقضون أجوراً أعلى بكثير من زملائهم الذين لا يتقنونها. ويقول، “يتمتّع أولئك الذين يتقنون اللغة الإنجليزية بطلاقة بعلاوة كبيرة في الأجور، حيث يبلغ متوسط دخلهم 279,000 ريال سعودي مقارنة بـمبلغ 147,000 ريال سعودي لمن لديهم إلمام بالمهارات الأساسية للغة الإنجليزية.” وتسلّط هذه الفجوة في الأجور الضوء على المزايا الملموسة للاستثمار في المهارات اللغوية، ليس فقط للتقدم الوظيفي الفردي فحسب، بل لدفع عجلة نمو الاقتصاد المحلي.

تحقيق التقدم المهني من خلال إتقان اللغة

موضحاً العلاقة بين مهارات اللغة الإنجليزية والتقدم الوظيفي، أشار الصبان إلى أن 82% من الأفراد ذوي الكفاءة العالية في اللغة الإنجليزية يشغلون مناصب إدارية، أي ما يقارب ضعف عدد أولئك الذين لديهم كفاءة محدودة في اللغة الإنجليزية. يعكس هذا الاتجاه تحولًا أوسع نطاقاً حيث أصبحت مهارات اللغة الإنجليزية مطلباً أساسياً لشغل مناصب قيادية والحصول على رواتب أعلى.

دور “بيرسون” في تنمية مهارات إتقان اللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا

لطالما كانت “بيرسون” في طليعة مزوّدي الحلول التي تلبي احتياجات تعلم اللغة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا من خلال إطلاق برامج مصمّمة على نحو هادف ومدروس مثل “موندلي” Mondly و”فيرسانت” Versant. وإلى جانب أدوات كهذه تلبي الاحتياجات المحددة للشركات، فهي تعمل أيضاً على تنمية وتحسين المهارات الشخصية المهمة في أماكن العمل. وأوضح الصبان بالقول، “يركّز  برنامج “موندلي” على سيناريوهات الحياة الواقعية، وتحسين مهارات المحادثة، فيما يوفّر برنامج “فيرسانت” تقييماً موثوقاً للقدرات اللغوية، مما يضمن استيفاء معايير التواصل بسلاسة مع فرق العمل.”

سدّ الفجوة التعليمية

على الرغم من الطلب الملموس والمتزايد على إتقان اللغة الإنجليزية، إلا أنه لاتزال هناك فجوة ملحوظة في التدريب اللغوي الذي يقدّمه أصحاب العمل في المملكة. ويكشف الصبان أن “44% فقط من الشركات توفّر حالياً تدريباً رسمياً على اللغة.”، مما يشير، وفقاً للصبان، إلى وجود فرصة هائلة للنمو في هذا المجال. ويُشكّل مقياس بيرسون العالمي للغة الإنجليزية (GSE)، وبرنامج تعلّم اللغة الإنجليزية المتصل ركيزتين أساسيّتين في هذا الصدد، حيث يوفّران الموارد التي تساعد على سد هذه الفجوة من خلال توفير معايير وأهداف تعليمية واضحة تتماشى مع احتياجات القوى العاملة السعودية للمساعدة في إعدادهم لإثبات حضورهم وإمكاناتهم على النطاق العالمي.

إطلاق العنان للإمكانات من خلال اللغة

متحدثاً عن الآثار الأوسع نطاقاً لأهمية إتقان اللغة الإنجليزية، يؤكّد الصبان على دورها في دعم قدرات الأفراد والشركات على حد سواء وتمكينهم من تحقيق الازدهار في عصر الاقتصاد المعولم. ويحثّ الصبّان القادة التربويين وأصحاب العمل على عدم النظر إلى التدريب على اللغة الإنجليزية كأداة تعليمية فحسب، بل استثمار استراتيجي من الممكن أن يحقّق عوائد مرتفعة من خلال تمكين القوى العاملة وجذب الأعمال التجارية الدولية.

دعوة لاتخاذ المبادرة من أجل التطوير المستمر

وفي معرض توضيحه لرسالته الموجهة إلى قادة القطاع التعليمي وأصحاب العمل، شدّد الصبان على أهمية دمج الاستخدام العملي للغة الإنجليزية في المناهج الدراسية واعتبار التدريب اللغوي استثماراً استراتيجياً. وأضاف بالقول، “يتعلق الأمر ببناء ثقافة مؤسسية تنافسية وغنية ثقافياً لا تساهم فقط في فتح آفاق عالمية جديدة، بل وتضمن أيضاً أن تلعب هذه الفرص دوراً حيوياً في تحقيق مسارات نمو شاملة ومستدامة”.

ومن خلال مواءمة استراتيجياتها التعليمية مع أهدافها الاقتصادية، تتمكن المملكة العربية السعودية من إطلاق الإمكانات الكاملة لرأس مالها البشري، وتمهّد الطريق لمستقبل لا ينعم بالازدهار فحسب، بل يندمج بشكل ديناميكي في مشهد الاقتصاد العالمي. ومع استمرار المملكة في الارتقاء بمستوى التعليم، فمن المؤكد أن تحسين مهارات إتقان اللغة الإنجليزية سيلعب دوراً رئيسياً في تمهيد الطريق أمام المملكة العربية السعودية لتصبح مركزاً عالمياً مؤثراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *