اجتماعية مقالات الكتاب

الوطنية بين الإعلام والتعليم

السعودية بلد مترامي الأطراف شاسع المساحات، يتربع وسط الكرة الأرضية بكل فخامة وسمو، بما حباه الله به من موقع وخيرات ومقدرات قلما تجتمع في بلد. تحتل السعودية مكانة في قلب العالم لا ينازعها عليها منازع، كل من هم في نسبة الثلاثين بالمئة من عدد سكان المملكة يدركون تماماً قيمة الوطن، ويعرفون خيراته وفضله، ونسبة طيبة من السبعين بالمئة من عدد السكان وهي فئة الشباب يعرفون أيضاً أهمية وطنهم ويتمتعون بوطنية عالية وبدرجة كبيرة،

لكن هناك نسبة كبيرة من اليافعين من طلاب وطالبات المدارس الثانوية والجامعات، الذين شغلتهم التقنية الحديثة بشكل قد يصرفهم عن معرفة وطنهم معرفة تجعلهم يفخرون به، ويعطونه حقه من التقدير والوفاء والولاء، بل ربما هم انشغلوا حتى عن معرفة حقوق والديهم بالشكل الذي يوفي بحقهم- فكيف بغيرهم، منذ كنت في ميادين العمل وأنا مقتنعة قناعة تامة بأهمية العلاقة بين الإعلام والتعليم، وأرى أنها علاقة وطيدة رغم تجاهل هذا الأمر أو عدم إعطائه حقه، فمثلاً المدارس الثانوية والجامعات عليها مسؤولية كبيرة في تعريف المنتسبين إليها بأهمية وطنهم ومواقفه وخيراته والمشاريع داخله وعجلة التطوير، التي لاتقف ما شاء الله وحمداً وشكراً لله، ثم للقائمين على هذا الوطن العظيم، حين أشاهد القناة السعودية الرسمية وبعض برامجها، أتمنى أن يشاهد هذه البرامج فئة الشباب، وهم على مقاعد الدراسة؛ لتكون من ضمن المنهج ساعة إعلامية وطنية مع معلم أو معلمة من المخلصين جداً، يعلق على محتوى البرنامج ويتفاعل مع الشرح بأسلوب وطني شيق. من المهم جداً عدم مرور دروس الوطنية بالشكل الممنهج البارد. الوطنية وتأصيلها تتطلب عملًا بحب وإخلاص ومباهاة بهذا الوطن الرائع، الذي ليس كمثله وطن في الدنيا بأسرها.

يجب أن يعرف شبابنا أنهم يرفلون في نعيم لا يقدر بثمن، ولا بأي كلمات. نعيم الوطن الآمن العامل من أجل مواطنيه. الوطن في صورته المشرقة التي لا نراها بصدق إلا من خلال إعلام صادق وتعليم أمين، فالإعلام يصور ويبحث ويرسم، والتعليم يستعرض كل ذلك، فمثلاً في قناة السعودية الرسمية برامج جاذبة قوية تستعرض الوطن بصور صادقة قد لا يعرفها كثير من الناس، فمثل هذه البرامج لو يتم التعاون بين الإعلام والتعليم بشكل رسمي؛ لتكون هذه البرامج ضمن الأسبوع الدراسي ليعرف الشباب في أي وطن هم يعيشون؛ ليعرفوا إمكانياته وما يقوم به من خطط ومشاريع؛ ليعرفوا تاريخه ومجده- ليس في يوم التأسيس أو اليوم الوطني فقط- بل ليعرفوا ذلك كل يوم بشكل موثق له مرجعية صحيحة.. الترابط بين الإعلام والتعليم يجعل الشباب قادرين على فهم وطينتهم بالشكل الصحيح، ويدركون أن التفريط في مثل هذا الوطن خسارة العمر وندم الحياة، فكم سمعنا من بعض الذين فرطوا في وطنهم وتحدثوا بلسان الجحود والنكران ومنطق الذم البغيض. كم سمعنا من حالات التردي التي وصلوا إليها والمناشدات التي أطلقوها؛ رغبة في السماح لهم بالعودة. الوطن لا يباع أبداً؛ مهما كان ضيقاً في رزقه، فكيف بوطن كالسعودية أغلى وطن وأسعد وطن (حفظه الله). حين أشاهد بعض البرامج مثلاً؛ كبرنامج (المشروع) الذي يستعرض المشاريع الجبارة في المملكة، أو برنامج (إعمار الأرض) الذي يستعرض مشاريع المملكة في الدول الإسلامية والعالم، وكذلك برنامج (جذور) و(إرث) وكذلك ما يقوله العالم المنصف عن السعودية من دبلوماسيين وعاملين من خلال برنامج (الدبلوماسي) و(تجربة فريدة).

ماذا يقولون عن الأمن والأمان. عن رقي المجتمع السعودي وكرمه وحسن جواره وتعامله، أشعر بالفخر وأتمنى أن كل طلبة وطالبات الثانوي والجامعات يسمعون ويشاهدون مثل هذه البرامج وغيرها التي تحكي حكايات التقدم السعودي المبهر، ومجتمعه المتميز؛ هذا المجتمع المتنوع الثقافات المعتز بقيمه ومبادئه، الذي يحتل مكانة في الأرض وفي القلوب. السعودية بلد يستحق البذل من أجله وإعمال الفكر من أجل غرس الوطنية وتعزيزها بكل الطرق والوسائل الحديثة؛ لذا فاتحاد الإعلام مع التعليم ضرورة قصوى.. ودمتم. اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدنا بها فخراً وعشقاً.. والحمد لله.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *