اجتماعية مقالات الكتاب

سلوكيات المجتمع في رمضان

الحمد لله، تبقّت أيام قلائل من شعبان، ويطلّ علينا هلال شهر رمضان المبارك على أمة الإسلا م، أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الأمة التي قال الله عزّ وجلّ عنها: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

شهر رمضان ذلك الشهر الفضيل الذي كتب الله على أمة محمد صيام نهاره وإفطار ليله.
لن أعطي في مقالي هذا دروس رمضانية، سوف أتحدث عن بعض السلوكيات الفردية في مجتمعنا المحلي خلال شهر الخير. بمعنى، سلوكيات اعتاد المجتمع على جعلها فروضاً لا يمكن التخلّي عنها في شهر رمضان.

نهار رمضان، اعتادت شريحة كبيرة من المجتمع على نوم نهار رمضان وعدم القيام بأي مجهود بدني من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر (تمتد أحيانا إلى فترة العصر).

عند الاستيقاظ، تأتي فترة الذهاب الى الأسواق للبحث عن أنواع طعام الإفطار، لتزّيين مائدة الإفطار بما لذ وطاب من مأكولات تظهر في فترة رمضان غالباً.
تجد الشوارع مزدحمة بالسيارات واكتظاظ الناس من باعة ومشترين.

تشاهد -أحياناً- بعض اللقطات التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي عن فئات (الحمد لله قليلة) تتشاجر للبحث عن طبق الفول أو الخبز (الفتوت والشريك)، بحجة إنني إنسان صائم ولا أملك سعة الصدر لتحمل الازدحام!

بعد ذلك، تأتي فترة الإفطار التي تمتد لصلاة العشاء والتراويح، فترة سكون وفراغ في الشوارع والطرقات من الناس.
أمّا فترة ما بعد صلاة التراويح، اعتادت شريحة كبيرة من المجتمع، الخروج فيها الى اللقاءات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.
ينتهي اليوم الرمضاني عند العودة لتناول طعام السحور الذي جعل الله فيه بركة للصائم، ثم يبدأ بعد ذلك، يوم جديد بنفس وتيرة اليوم السابق.

هذا الجدول اليومي يطبق من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، وفي المقابل، هناك شرائح أخرى، مثل شريحة الموظفين، المدرسين الطلاب والعاملين في قطاع التجارة (البيع والشراء)، يبدأ يومهم مع التوقيت المناسب التي تضعه الجهات المعنية.

بصورة عامة، يمكن القول إن أيام وليالي رمضان يكون فيها اختلاف كبير في سلوكياتنا اليومية التي نطبقها طوال أيام العام، يمكن القول إنها تنقلب رأساً على عقب سواء في فترات النوم أو في فترات الأعمال. كل ذلك نتيجة أننا في فترة صوم عن الطعام والشراب، ورغبتنا أن نتوجه لقضاء فترات في أداء بعض النوافل (صلاة التراويح) أو الذهاب إلى بعض النشاطات الاجتماعية التي يمكن تطبيقها طوال أيام وأشهر العام (لكنها في رمضان لها مذاق آخر).
باختصار، اعتدنا على عدم الرغبة في أداء أي نشاط بدني (أعمال) في نهار رمضان، اعتدنا على السهر ومشاهدة مسلسلات القنوات الفضائية (الآن زمن التطبيقات ووسائل التواصل).
بعد انقضاء الشهر الفضيل، نسأل بعضنا بعضاً، متى يعود علينا شهر رمضان المبارك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *