اجتماعية مقالات الكتاب

الحب وحده لا يكفى لنجاح العلاقة

الكثير من البشر يعتبر الحب أمراً ، حيث نراه بمثابة علاج لجميع مشاكل الحياة بل أفلامنا والحل المفيد لجميع آلامنا ونضالنا، ولأننا نتوق للحب ، فإننا نبالغ في تقديره .

ونتيجة لذلك ،فإن علاقاتنا ومشاعرنا دائماً ما تدفع الثمن، عندما يعتقد الإنسان أن كل ما يحتاجه هو الحب فقط ليصبح سعيداً فهو مخطئ، ببساطة لأننا نتجاهل القيّم الأساسية لأركان الحب مثل الاحترام والتواضع والالتزام تجاه الأشخاص الذي نهتم به، وهذا ما يعني أن الحب وحده ليس المؤشر الكافي علي نجاح العلاقات بل عامل مساعد لإستمرارها ليس أكثر، فالعلاقات الصحية تتطلب أكثر من مجرد العاطفة أو المشاعر النبيلة لتستمر، فنحن يجب أن ندرك بأن هناك أشياء أكثر أهمية في حياتنا وعلاقاتنا من مجرد الوقوع في الحب ،وهي قيّم أعمق وأكثر أهمية، وتكمن مشكلة الكثيرين أن تخيل أو إضفاء المثالية على الحب ، يجعلنا نبالغ في التصور ونرجح توقعات غير واقعية وهذه التوقعات تؤدي إلى تخريب العلاقات لأنها ببساطة عكس ما يقوم به الشريك للحفاظ عليك.

للحب ثلاث حقائق مؤلمة، الأولي أن الحب لا يعني التوافق ،فمجرد وقوعك في حب شخص ما ،لا يعني بالضرورة أنه شريك جيد بالنسبة لك على المدى الطويل ،لأن الحب عملية عاطفية ،بينما التوافق عملية منطقية ، والإثنان قد لا يتوافقان مع بعضهما البعض، فمثلاً ممكن أن تقع في حب شخص لا يعاملك بشكل جيد، أو يجعلك نشعر بالسوء تجاه نفسك، أو لا يكن لك نفس الاحترام الذي تكنه له، أو لديه أهداف مختلفة عن أهدافك الحقيقة الثانية.

أن الحب لا يحل المشاكل بل يمكن أن يزيدها فالشك والغيرة والخلافات من الممكن أن تزيد من حدّة المشاكل بين الناس، بينما الحقيقة الثالثة أن الحب ليس بالضرورة ، أن يجعلك تضحّي بنفسك من أجل أحد لأنك ببساطة تقوم بالتفكير خارج نفسك واحتياجاتك الخاصة للحفاظ علي شخص آخر لا يكترث لك وهنا يكمن السؤال هل يستحق الأمر العناء ؟

في الحب، من الطبيعي أن يضحي الطرفان برغبتيهما واحتياجاتهما ووقتهما من أجل بعضهما البعض وهذا أمر طبيعي وصحي، لكن عندما يتعلق الأمر بالتضحية وبعدم احترام المرء لذاته، وكرامته، وطموحاته وهدفه في الحياة، لمجرد أن يكون مع شخص ما، فإن الحب نفسه يصبح مشكلة ، فمن المفترض أن يكمل الحب هويتك الفردية، وليس أن تلحق الضرر بنفسك، إذا وجدت نفسك في مواقف تتسامح فيها مع السلوك غير المحترم أو المسيء، فأنت تسمح بإستهلاك روحك ولن تصبح الشخص الذي كنت عليه في السابق.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *