اجتماعية مقالات الكتاب

فقدان البوصلة

تسهم البوصلة بشكل أساسي في تحديد الإتجاهات بدقِّة لمستخدميها ، و لكل فرد بوصلته الشخصية ،و التي من خلالها يستطيع فهم الأحداث ،وتحديد السلوك الفردي وسلوك الآخرين،و تثقيب نظرة الفرد تجاه الأمور وكيفية معالجتها و تحديد طرق التواصل مع الذات و الآخرين ، وتحديد البوصلة الشخصية أمر يسهم في تحديد الأهداف بدقّة .
و ترتبط حياة الفرد بالأهداف التي تجعل له قيمة شخصية ،فمتى ما كان الفرد ذا أهداف عالية ،كان ذا قيمة كبيرة . وتُحدّد قيمة الفرد من خلال أهدافه، وانجازاته المتعددة و المستمرة والمحدّدة بدقّة عالية، ذلك لأن الأهداف التي لم يحدد لها الفرد مسارها ، ستكون أهدافاً عشوائية وآيلة للفشل.
إن فكرة تحديد الأهداف ،تشبة البوصلة تمامًا ،حيث أنهما يعملان وفق منهجية واحدة من خلال معرفة الإتجاه الذي يسلكه الفرد للوصول إلى المنشود .
كما أن البوصلة الشخصية ،تزيد من وعي الفرد ، وتصقل قدراته الإبداعية ،و تنمِّي مواهبه ،وتجعله متطلعًا و متعطشًا إلى المعرفة ،وتقبُّل التغيير في الإتجاهات وفق الظروف المحيطة.
و قد يفقد الفرد بوصلته المرشدة ،وذلك بسبب عدم قدرته على تحديد الأهداف المناسبة، وعدم معرفته بالفرق بين أهدافه المرحلية والحقيقة وتخّييم صورة المعاناة على الدماغ و التي تنشأ من مراحل الفشل الماضية و ضبابية التفكير وصولًا إلى التخبُّط و عدم الاتزان النفسي و الذي يجعله غير قادر على التحكُّم بردود أفعاله في المواقف المختلفة.
و حتّى يستعيد الفرد بوصلته الشخصية، عليه أن يطرح على نفسه الأسئلة التي تحفِّز قدراته في طرق تحقيق أهدافه ،وعلى الفرد أن لا ينشغل بما يعطله عن أهدافه الأساسية .
إن تحقيق هذه الأهداف ، يحقِّق حاجيات الفرد، كما أن العمل على تحقيق الأولويات ،يسهم بشكل مباشر في إعادة البوصلة وإعادة الشغف إلى الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *