تسهم البوصلة بشكل أساسي في تحديد الإتجاهات بدقِّة لمستخدميها ، و لكل فرد بوصلته الشخصية ،و التي من خلالها يستطيع فهم الأحداث ،وتحديد السلوك الفردي وسلوك الآخرين،و تثقيب نظرة الفرد تجاه الأمور وكيفية معالجتها و تحديد طرق التواصل مع الذات و الآخرين ، وتحديد البوصلة الشخصية أمر يسهم في تحديد الأهداف بدقّة .
و ترتبط حياة الفرد بالأهداف التي تجعل له قيمة شخصية ،فمتى ما كان الفرد ذا أهداف عالية ،كان ذا قيمة كبيرة . وتُحدّد قيمة الفرد من خلال أهدافه، وانجازاته المتعددة و المستمرة والمحدّدة بدقّة عالية، ذلك لأن الأهداف التي لم يحدد لها الفرد مسارها ، ستكون أهدافاً عشوائية وآيلة للفشل.
إن فكرة تحديد الأهداف ،تشبة البوصلة تمامًا ،حيث أنهما يعملان وفق منهجية واحدة من خلال معرفة الإتجاه الذي يسلكه الفرد للوصول إلى المنشود .
كما أن البوصلة الشخصية ،تزيد من وعي الفرد ، وتصقل قدراته الإبداعية ،و تنمِّي مواهبه ،وتجعله متطلعًا و متعطشًا إلى المعرفة ،وتقبُّل التغيير في الإتجاهات وفق الظروف المحيطة.
و قد يفقد الفرد بوصلته المرشدة ،وذلك بسبب عدم قدرته على تحديد الأهداف المناسبة، وعدم معرفته بالفرق بين أهدافه المرحلية والحقيقة وتخّييم صورة المعاناة على الدماغ و التي تنشأ من مراحل الفشل الماضية و ضبابية التفكير وصولًا إلى التخبُّط و عدم الاتزان النفسي و الذي يجعله غير قادر على التحكُّم بردود أفعاله في المواقف المختلفة.
و حتّى يستعيد الفرد بوصلته الشخصية، عليه أن يطرح على نفسه الأسئلة التي تحفِّز قدراته في طرق تحقيق أهدافه ،وعلى الفرد أن لا ينشغل بما يعطله عن أهدافه الأساسية .
إن تحقيق هذه الأهداف ، يحقِّق حاجيات الفرد، كما أن العمل على تحقيق الأولويات ،يسهم بشكل مباشر في إعادة البوصلة وإعادة الشغف إلى الذات.