من الإستراتيجيات الإعلامية المعروفة لإدارة الأزمات ومحاولة كسب الرأي العام أو إظهار الصورة، سواء كانت الحقيقية، أو التي يريد الشخص الذي يُعتبر مركز الحدث إظهارها؛ هي الظهور في البرامج الحوارية المشهورة، التي تتمتع بمتابعة كبيرة- ليس بالضرورة محببة، أو أن مقدمها محبوبًا- ولكنها تتمتع بمتابعة عالية جدًا. الظهور في هذه النوعية من البرامج هدفه توضيح موقف الشخص بضمان إيصال روايته الخاصة بالأحداث لأكبر شريحة من المشاهدين، وربما لاحظنا هذا الأمر في ظهور شخصيات كثيرة مع المذيع الإنجليزي (بيرس مورجن) مثل ظهور كريستيانو رونالدو معه، ولكن بظهور الكابتن حسين الصادق في برنامج “أكشن مع وليد” لا أعتقد أن اتحاد كرة القدم السعودي أدار هذه الأزمة إعلامياً بطريقة صحيحة، ربما أتقبل ظهور الكابتن حسين، لو كانت المشكلة شخصية (بين شخص وشخص) ولكن هذه المشكلة كانت بين جهة اعتبارية؛ تعتبر مرجعية اللاعب ولها صلاحية تقييمه، ومعاقبته، لذلك عليها أن تكون أقوى بحضورها ووصولها الإعلامي، واختيار الطريقة الأفضل للوصول الإعلامي بما يلائم مكانتها، أو وجوب وقوفها على مسافة واحدة من جميع وسائل الإعلام والبرامج، فلماذا لم يظهر مسؤولو الاتحاد السعودي أو وزارة الرياضة في مؤتمر صحفي رسمي، تُدعى إليه جميع وسائل الإعلام لكشف الحقائق؟ فمن المؤكد أن من لديه رغبة في معرفة الحقيقة سيأتي، ويطرح الأسئلة، وإذا كانت المسألة في من يدير الحوار، فهناك الكثيرون ممن بأماكنهم إدارة الحوار، ولديهم ثقة أو على الأقل لن يصنفوا تابعين لأي ميول. أعتقد أن ظهور الصادق في البرنامج أفقده نقاطًا كثيرة- ربما لم يكن يبحث عنها- فقد بدا وكأن المشكلة بينه، وبين اللاعبين، وليست بين اللاعبين والنظام والمنظومة، كما بدا وكأنه اختار أحد أطراف الإعلام المتناحرة؛ ما أدى إلى هجوم شرس ومقزز تجاهه شخصياً، وإداريًا، ومذهبيًا، بل وذهب التسطيح ليطال اللغة العربية التي يتحدث بها، لتُصبح مجالاً للتندر من متعصبين يلبسون عباءة الإعلام، ولكن الخلاصة الحقيقية أن الاتحاد السعودي لكرة القدم فشل إعلاميا وتواصليًا- مرة أخرى- في إدارة المواقف والأزمات.