اجتماعية مقالات الكتاب

أحلامك والقدر

الحلم وقود البشر، فهناك من يري حلمه ثروة أو وظيفة أو شهرة وما أكثر أحلامنا، فنظل نحلم ونسعي لتحقيقها لكن لخفايا القدر كلمة أخري، يقول مصطفي السباعي: “من سنة الحياة أن تعيش أحلام بعض الناس علي أحلام بعض، ولو تحققت أحلامهم جميعاً لما عاشوا” ما يعني أن الحلم الكبير أو الصغير، يظل مسعىً مهما تنتهكنا العوائق وتنال منا الخيبات، أحياناً نمشي طريقاً طويلاً ، ثم نعود منه محملين بالهزائم والخيبات فتصيبنا الحيرة والضياع ،ونشعر بأننا كنا نمشي طريقًا من سراب، فمتاعب الحياة وهزائمها المتتالية لأحلامنا، تجعلنا نفكر ما هي القرارت الأكثر صواباً لنا، ونفكر هل ما يحدث لنا سوء حظ أم إختيار؟

قد يمنع القدر تحقيق حلم راودنا طويلاً ،لكن المنع ما هو سوي خير تدبير ، وعطاء سنري نتاجه فيما بعد، فالإنسان لا يعلم تفاصيل وخفايا القدر، وفي كثير من الأوقات إذا تحقق الحلم ،يصبح أكبر كابوس يعيشه الإنسان في حياته، من يفقد حلمه يشعر كمن يشعر بالغربة داخل وطنه، فحين تجبرك الأقدار على التعايش مع واقع لا تريده ،أو أشخاص لا ترغب بهم، تشعر بهزيمة من كل شيئ وقسوة حياة لا تعرف سببها، والشعور الأشدّ قسوة ،حين يشاهدك الجميع تسقط دون أن يحرك أحد ساكناً، فتتحول لغريق يطفو على سطح الماء لا يجد يداً تمتد له.

في رحلة الحياة، نعيد المحاوله مئات المرات، بحثاً عن ملجاً يحتوي أحلامنا ،في وقت أصبحت بعض القلوب فقيرة بالحب والعطاء ،فأقصى ما تستطيع أن تقدمه ،هو إستنزاف أحلامك والتلاعب بك، فلا أحد يعرف حجم المعارك التى تخوضها مع نفسك لكى تصل لقناعة ترضى قلبك ،بأنه لا يوجد ما يضمن تحقيق أحلامك، بل ولا يوجد ما يستحق المعاناة من أجله، فالإنسان في رحلة الحياة ،تمرّ عليه لحظات فارقة ،تحوّله من شخص سعيد ، إلى شخص يتصف بالجمود ،دون أن يدري أحد أسراره ،أوالضجيج الذى يدور داخله لكي يظهر بكل هذا الثبات، فلا يشبه الإنسان نفسه في كثير من الأوقات، وقد يكون مضطراً لبناء وجه جديد يستطيع به مواجهة الحياة، فالخيبات المتكررة ، تجعلنا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإمّا التمسك بالحلم الذي لن يتحقق على أرض الواقع، أو الإضطرار بأن نكذب علي أنفسنا ومجاراة الزمن وتقبُّل تقلّباته، لكن أتساءل أيهما أفضل للإنسان: العيش داخل جحيم الحقيقة، أم جنة الكذب؟

فى الواقع لم أجد الرد المناسب، ففى كلا الحالتين ، هناك سقوط مدوى بإنتظارنا ،حينما نستيقظ علي واقع مفزع، ومغاير تماماً للحلم الذي سعينا من أجله طويلاً دون جدوي ، بعد أن كتب القدر نهاية أخري لا تتماشي أبداً مع حجم وتفاصيل أحلامنا.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *