أصبح الجيل الجديد من الأمهات يعتمدن على الحاسبات الالكترونية لمعرفة موعد انتهاء الفترة الطبيعية للحمل، و ذلك يعتمد على موعد آخر دورة شهرية حدثت، و يقدر عمر الحمل الطبيعى بأربعين أسبوعاً اذا بدأنا الحساب من أول يوم حدثت فيه آخر دورة شهرية، رغم أننا هنا أضفنا أسبوعين قبل حدوث الحمل ، ليكون الحساب منتهياً برقم صفري، و هو أسهل للحساب، و عليه فقد تمت برمجة أجهزة السونار على نفس الحسابات ، السيدات اللواتى نقلت لهن الأجنة بعد إجراء عملية تخصيب البويضة في معامل أطفال الأنابيب ، يفاجأن عادةً عندما يقمن بعمل السونار ، إذ يجدن أن عمر الجنين بتقدير جهاز السونار، يزيد أسبوعين على الموعد المؤكد لديهن ، والسبب أننا نحن قد برّمجنا أجهزة السونار على الحساب الذي نريده ، و هو كما ذكرنا الذي ينتهى بمدة الحمل إلى أربعين أسبوعاً.
و حيث أن الجسد البشري ليس آلة نبرّمجها على ما نريد ، فإننا هنا نتحدث عن الغالبية من الحوامل ، و لكن موعد الإباضة التى سبقت الحمل ،قد يختلف عن ما نعرف ، و خاصةً عن السيدات اللواتى لا تحدث الدورة الشهرية عندهن بانتظام ، أو اللواتى كن يتعاطين موانع هرمونية للحمل ، كما قد يختلف موعد الإباضة أحياناً لغير سبب ظاهر، و هنا يفضِّل الأطباء تأكيد توافق موعد الولادة المبنى على آخر دورة شهرية مع تقدير عمر الجنين بناء على السونار الذي يعمل قبل الأسبوع العشرين من الحمل، و في حالة الاختلاف بما يزيد على أسبوع بين التقديرين ،يقوم الطبيب بتحديد موعد الولادة بناء على المعطيات المتوافرة ، وقد يحتاج لمتابعة نمو الجنين بعمل سلسلة من صور السونار.
أمّا لماذا نحتاج إلى تحديد الوقت الأصح للولادة قبل الأسبوع العشرين، فلأن دقّة الموعد ،تساعد على التأكد من نمو الجنين، بحيث يمكن تشّخيص حالات تباطؤ نمو الجنين و التعامل معها مبكراً، كما أن الحالات التى تطول فيها مدة الحمل عن المتوقع ،يمكن تشّخيصها بدقّة ، تسمح بالتدخل لتوليد الجنين في الوقت المناسب ، وإذا لم يكن تحديد وقت الولادة صحيحاً، فقد ننتهي إلى تحريض الولادة قبل أوانها ، و ننتهى إلى ولادة متعسِّرة، أو إلى ولادة طفل مبتسر، وقد يحدث أن نتأخر أيضاً في تحريض الولادة ، فتزيد نسبة التدخلات الطبية خلال الولادة كالعمليات القيصرية.
ننتهي ممّا سبق ، إلى أن تحديد وقت الولادة قبل الأسبوع العشرين اعتمادا على تاريخ الدورة و السونار معاً ، مهم جداً، كما و أن اختلاف تحديد عمر الجنين بالسونار عن العمر المتوقع بتاريخ اخر دورة، أمر لا يستدعي قلقا عند الأغلبية الساحقة من الحوامل.
SalehElshehry@