اجتماعية مقالات الكتاب

انحياز التفاؤل

تتشكّل حياة الفرد من عدة سلوكيات يتم بناؤها بعد المرور بمختلف مراحل الحياة و صعوباتها تلقائيًا بشكل متسلسل ، وهذه السلوكيات تدعم الفرد في طريقة تفكيره و تحليله و معالجته للأمور إذا كانت سلوكيات صحية بكل تأكيد ،أمّا إن لم تكن صحية ، فمن الممكن أن تكون سببًا في هبوط مستوى الفرد بلا شك و قد تقوده إلى الفشل أيضًا .

و يعدّ النظر إلى الجوانب الإيجابية في الأحداث، و التركيز عليها ،تفاؤلًا وهذا أمر جيّد برمّته حيث أن الفرد من خلال التركيز على الجانب الإيجابي، يتخطّى الصعوبات، و يتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة ،و هذا سلوك صحي يحدّ من التدّمير النفسي الذي يصاب به الفرد بعد مروره بأي موقف أو صدمة في حياته بشكل عام .

و قد ينحاز البعض للتفاؤل بشكل كُلي ،وهذا يعني إلغاء السلبية من قاموسهم، وأن جميع الأفكار الإيجابية تخدم مصلحتهم ،وأن جميع أحلامهم ستتحقّق وأن المواقف السلبية، لن تمرّ في طريقهم أبدًا ،كما أن الأحداث السيئة لن تحدث لهم أو أنهم أقلّ عُرضة للإصابة بأي شيء سيء و هذا الانحياز من جهته يعدّ انحيازًا خاطئًا تماماً.

و يعدّ التفاؤل سلوكاً صحياً و لكن يجب أن لا ننسى أن نجاح الفرد يرتبط بعدة عوامل ، والتفاؤل أحد عوامل النجاح، وهذا يعني أن الفرد لن يصبح ناجحًا لكونه متفائلًا فقط ،بل عليه أن يتبع الخطة كاملة لتحقيق النجاح، وأن لا ينحاز للتفاؤل انحيازًا غير عقلانيًا لأنه يؤدي إلى نتائج سلبية و غير مرغوبة و محبطة للغاية بسبب عدم افتراض وجود الفشل أو الخسارة.

وتكمن حقيقة التفاؤل في الإتزان حيث أن الإتزان في التفاؤل يمنحنا فرصة وضع خطط الطوارىء الخاصة التي تسهم في إصلاح الخلل، ويجعلنا مستعدين لمواجهة المشكلات والتصدي لها بحلولها لا بمشكلات أكثر خطورة ،و ذلك بسبب توقع نتائج الإيجابيه فقط دون العمل عليها، وهذا ما يستحيل حصوله، وعلى الفرد أن يكون متفائلاً وواقعيًا ليحقّق ما يطمح إليه.

@fatimah_nahar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *