اجتماعية مقالات الكتاب

الفشل طريق النجاح

عادةً ما يولد النجاح من رحم الفشل !
ويقول تشرشيل :”إن النجاح هو القدرة على الإنتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك.”

ويقول آخر:”أنا متردد في الدخول إلى مجال الأعمال لخوفي من الفشل” و”أنا خائف من اتخاذ هذه الخطوة لأنني بالتأكيد سوف أفشل” و”لا أظن أني أستطيع دراسة هذا التخصص،أو قبول تلك الوظيفة ، لأن الفشل مكتوب في كل اتجاه”.

تتعدَّد المخاوف والفشل واحد ، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الفشل هو أساس النجاح، وأن كبار الناجحين في هذا الزمان وفي الأزمان السابقة ، ما كانوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه ، لولا تكرار المحاولات الفاشلة وتعلُّمهم منها ، إذاً لا يجب أن نعتبر الفشل أمراً سلبياً ، ولاسيما أن جميع قصص النجاح التي نسمع عنها ،ما كانت لتتحقق، لولا مرورها أولاً بمحطات كثيرة من الفشل ، والحقيقة أنه لايوجد شيء اسمه فشل، بل تجارب ومحاولات يستفيد منها أصحابها ،وتجعلهم يسيرون في الإتجاه الصحيح.
هناك شخصيات عالمية عانت في البداية، وتعرضت لأقسى الظروف، ولكن الإرادة والرغبة في تحقيق النجاح، كانتا أكبر، فتغلَّبت على الفشل، وأصبحت من أكثر الشخصيات نجاحاً وشهرةً .

توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي، الذي قال عنه مدرّسوه أنّه غبي ولا يستطيع تعلُّم أي شيء، وتم طرده من المدرسة ،يعدّ أنموذجاً لتحدّي الفشل ، حيث خاض تجارب فاشلة لتوليد الكهرباء، ولكنه لم يعترف بالفشل، وكان يصف التجارب بأنها فقط وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي يحلم به، فكم عدد المرات التي فشل فيها قبل أن ينجح ويقدم للبشرية إختراعا غيّر وجه العالم.

وهناك قصة الملياردير الصيني جاك ما الملهمة ، فقد عانى من الفشل في بدايات حياته عدة مرات، ماهو كفيل بتثّبيط أي عزيمة وقتل أي أمل، إلا أنه كان يقول في كل مرة يواجه فيها الفشل ،إنه لم يكن جيّداً بما فيه الكفاية، ويحاول مرة أخرى.
وبيل غيتس ، الذي فشل في بداية حياته ، فأسس شركة مايكروسوفت الشهيرة.

والكاتبة جي كي رولنج، ألّفت روايتها الشهيرة (هاري بوتر)،ونشرتها بعد أن رفضتها 11 دار نشر، فتحولت الكاتبة المغمورة المفلِّسة إلى مليارديرة.
وأنشتاين الذي واجه في صغره صعوبةً كبيرةً في التعلم بالطريقة التقليدية،حاز جائزة نوبل في الفيزياء .
وهنري فورد الذي ترك المدرسة في الخامسة عشر من عمره، أسس شركة “فورد لصناعة السيارات”.

وأوبرا وينفري،التي تعرّضت للطرد من أول عملٍ لها كمذيعة ،أصبحت من أكثر مقدمي البرامج التلفزيونية مشاهدةً في العالم.
ولكل منا لديه قصته الخاصة مع الفشل ،وكيف تعامل معها، ما يستوجب علينا أن ننظر لأي تجربة حتّى وإن كانت فاشلة نظرة إيجابية، وأن نستفيد من تلك التجربة لتكون حافزاً ودافعاً لنا نحو النجاح، إذ لايمكن لأي إنسان أن ينضج وينمو ويستمد القوة، بدون أن يمرّ بتجارب فاشلة ،ولا أظن أن الحل بعد الفشل ،هو الإنسحاب والإنعزال أو التقوّقع في زاوية ونَدب الحظ أو لوم الآخرين على أسباب الفشل.
يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
ومن يتهيَّب صعود الجبال يعشْ أبد الدهر بين الحُفر.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *