قضية

مختصون يحذرون من المواقف التي تمهد للجرائم.. «شجار الطرق».. غضب يقود للسجن

جدة – ياسر خليل

حذر مختصون من الانعكاسات التي تترتب على حالات الشجار، التي قد تحدث في الطرق لأتفه الأسباب، مؤكدين أن معظم الحالات تقضي عقوباتها في وقت لا ينفع فيه الندم. وقالوا لـ”البلاد”: إنه يجب أن يكون الفرد على وعي كبير في التعامل مع المواقف الصعبة في الشارع، وأن يتحلى بالصبر ويتحكم في مشاعره ويتجنب العصبية؛ إذ إن لحظة غضب قد تمهد لارتكاب جريمة كبيرة- لا يحمد عقباها.

ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد: من المؤسف أن نجد أن بعض الشجارات التي تحدث بين الأفراد في الميدان تكون لأسباب تافهة، ولا تستدعي إلى رفع الأيدي، فكم من حوادث الشجار كانت نهايتها مأساوية، وقادت أطرافها خلف القضبان. وتابع: من الأفضل عند حدوث الشجار التزام الهدوء والاستعانة بالجهات الرسمية، وعدم التعامل بالمثل، فذلك قد يقود إلى ارتكاب جريمة، وهنا تكون العواقب وخيمة ولا ينفع الندم، فالتحكم في الغضب يجب أن يتحلى به الفرد.

وأكد الحامد أن البعض- للأسف- يبرر شجاره بأنه يعاني من مشاكل نفسية، ويمر بظروف صعبة، فكل هذه المبررات غير صحيحة، ويجب أن يتخلى عنها الأشخاص، فالأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية يجب أن يلازموا بيوتهم ويبتعدوا عن خلق المشاكل في الميدان. وخلص الحامد إلى القول: خير نصيحة للجميع، وتحديدًا للشباب؛ التحلي بالوعي الاجتماعي، فتعامل الفرد مع الآخرين في الميدان يجسد شخصيته التي يتمتع بها وانعكاس لتربيته، فالحذار من أي شجار في الميدان.


ويتفق استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الرأي السابق، فيقول: من المؤلم أن تكون أسباب تافهة وراء حالات الشجار في الميدان، ويقود ذلك إلى عقوبة كبيرة، فكم من الحالات- للأسف- ارتكبت حوادث الشجار لأسباب تافهة، كان بالإمكان التحكم بالغضب خلالها.

وقال: إنه يجب التعامل مع الضغوطات النفسية بطريقة صحيحة، وعدم ترجمتها ونقلها إلى الآخرين عن طريق الشجار أو العصبية الزائدة؛ إذ يؤثر الضغط في الناس بشكل مختلف، كما أن أسباب التوتر تختلف من شخص لآخر، وقد يكون مستوى الضغط الذي يشعر الفرد بالراحة تجاهه أعلى، أو أقل من مستوى الأشخاص الآخرين من حوله.

وعن كيفية التحكم بالضغوطات النفسية يختتم د. براشا حديثه بقوله: يجب التخلص من مسببات الضغوط النفسية، ومحاولة تجنب كل المواقف التي قد تشهد حدوث الشجار في الميدان، وعدم التعامل بالمثل مع الطرف الآخر في حال رفع صوته والصياح، ومحاولة احتواء الموقف بطريقة هادئة، وإذا كان الفرد من النوع، الذي لا يتحمل ويغضب بسرعة وحدة، والعصبية لديه زائدة، فهنا يجب عليه الاستعانة بالمختصين النفسيين لدراسة حالته وتحديد العلاج اللازم.

من جانبها، تقول الأخصائية الاجتماعية دلال العطاوي: يمكن توعية أفراد المجتمع بمشكلة التشاجر والعنف في الشارع من خلال العمل على عدة جوانب وهي: التثقيف، إذ يمكن يمكن توعية الناس بأهمية الحوار والتعامل السلمي في حل النزاعات وتجنب العنف، كما يمكن تنظيم حملات توعوية في وسائل الإعلام والمدارس؛ لتعزيز ثقافة الحوار والسلمية، وأيضًا تعزيز الوعي القانوني، وذلك من خلال تعزيز الوعي بالقوانين والعقوبات المتعلقة بالعنف والجرائم القاتلة، وبجانب ذلك يمكن تنظيم ورش عمل وندوات توعوية لتوضيح العواقب القانونية للعنف في الشارع.

وأضافت: من المهم أيضًا تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل وقبول الآخر، بجانب تعزيز دور قوات الشرطة في حفظ النظام والتعامل مع المخاطر الأمنية، ودعم البرامج الاجتماعية، ويمكن تقديم الدعم والتمويل للبرامج الاجتماعية التي تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأفراد في المجتمع؛ إذ يعتبر الفقر والبطالة من العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة حالات العنف في الشوارع. واختتمت دلال حديثها بقولها: التصرف الصحيح يتضمن الابتعاد عن العنف والتشاجر والبحث عن وسائل الحوار والتفاهم لحل النزاعات، ويجب الإبلاغ عن أي حالة عنف أو جريمة قاتلة إلى الجهات الأمنية المختصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *