انطلق أول أمس الإثنين منتدى “دافوس” الإقتصادي العالمي في دورته الـ (54) بمنتجع دافوس السويسري الشهير بجبال الألب والذي يجمع أهم صناع السياسة والاقتصاد في العالم، والذي يعقد هذا العام تحت شعار “إعادة الثقة” بحضور عدد كبير من قادة الدول والحكومات ومسئولي كبرى الشركات العالمية، والمقدر عددهم بـ (2800) شخصية سياسية واقتصادية بينهم أكثر من (60) رئيس دولة وحكومة لبحث ورسم السياسة الاقتصادية العالمية وإطلاق المبادرات الجديدة في ظل مشكلات عديدة تحدق بالعالم، وشبح الركود وتنامي دور الذكاء الإصطناعي، وتحدّي المعلومات المضلِّلة .
سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، قاد وفداً واسعاً من المملكة ضم الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز ـ سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب المعالي الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة، ومعالي وزير الدولة للشئون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شئون المناخ الأستاذ عادل الجبير، ومعالي وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ومعالي وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة، ومعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريف، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل الإبراهيم .
جريدة الشرق الأوسط نشرت بعددها الصادر الإثنين تحليلاً كاملاً عن وقائع المنتدى والظروف الصعبة المحيطة بانعقاده، متضمناً لقاءً صحفياً هاماً مع الأستاذة سعدية زاهدي المديرة العامة للمنتدى،والتي كانت متفائلة بإمكانية تحقيق شعار المنتدى، برغم كل الظروف والمشكلات التي تعصف بالعالم، وذلك بتوافر فرصة الحوار التي يوفرها المنتدى لمختلف أصحاب المصلحة حول العالم،تمكّنهم من إعادة بناء الثقة، وكذلك البحث عن رؤية مشتركة للقادة المجتمعين بالمنتدى،متسلِّحين بالأمل في مستقبل أفضل مع تعزيز أطر التعاون بين قادة العالم للخروج من هذه الأزمات الطاحنة،والمشكلات التي تحدق بالعالم والتي تستمر في النمو عاماً بعد عام.
لذلك يسعى المشاركون في المنتدى من القطاع الخاص إلى الدفع بمصالحهم، وإبرام صفقات لتأكيد استمرارية عضويتهم بالمنتدى، وعشية انطلاقه، أصدر المنتدى لائحة بأكبر المخاطر التي تواجه العالم على المدى المتوسط والبعيد بعد استطلاع رأي (1400) خبير يأتي على رأسها: التضليل الإعلامي الذي يهدد البشرية خلال العامين المقبلين نتيجة الاستخدام الواسع النطاق لمعلومات خاطئة ومضلِّلة مع ابتكار أدوات لنشرها على نطاق واسع، ممّا يتوجب ضمان تعليم المواطنين والتوعية الذاتية والتعويل على دور الحكومات في ضمان حصول مواطنيها على معلومات كافية حول كيفية اكتشاف المعلومات الخاطئة والمضلِّلة وكشف الحقائق لهم،غير أن الخطر الأكبر الذي يحدق بالكرة الأرضية،هو الظروف الجوية والتغيرات في النُظم البيئية للأرض .