القلق هو ردّ فعل طبيعي للتوتُّر، لكن تتفاوت مستويات القلق من خفيفة إلى مفرطة ،ويعدّ إضطراب القلق ، أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين البشر.
قد يشعر البعض ممّن يعانون من اضطرابات القلق، أن الشعور بالقلق لديهم غير عقلاني، أو غير متجذِّر في التفكير المنطقي، مع مشاعر دائمة من القلق والتوتُّر مع الإحساس العالي بالهلاك الوشيك ، بالرغم من أنها مشاعر لا ترتبط بسبب معين، وهي أنماط فكرية تعرف باسم التشوُّهات المعرفية، ما يجعل الشخص يبالغ في ردّ فعله تجاه الأمور،مع تأكيده وتركيزه الدائم علي السلبيات ، وإفتراض السيناريو الأسوأ دائماً نتيجة إستنتاجات سوداوية حول المواقف، ما يخلق مشاعر خوف وتوتُّر كبيرة.
يمكن أن يظهر القلق من خلال نوع آخر من الإضطرابات المعروفة باسم الرهاب المحدّد، حيث يعاني الفرد المصاب به من رهاب معين، أو خوف شديد بشأن شيء، أو موقف معين ، يشكّل خطرًا ضئيلًا مثل الخوف من المرتفعات أو الحشرات أو الأماكن المغلقة.
الشخص المصاب بالرهاب المحدّد ، مخاوفه تغذي مشاعر القلق ،وتجعله يبذل قصارى جهده لتجنُّب ما يخافه ، ممّا قد يعطِّل حياته اليومية إذا واجه الشيء أو الموقف الذي يخشاه، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى نوبة هلع.
الإصابة بالرهاب المحدّد ، لها نوع من العلاج يسمّى العلاج بالتعرُّض، وبما أن تجنُّب شيء أو موقف معين ، يمكن أن يزيد من حدّة الخوف، فقد يستفيد الأفراد من مواجهة خوفهم في بيئة آمنة تدريجيًا حيث يهدف علاج التعرُّض ،إلى مساعدة الشخص على التعوُّدعلى مواجهة ما يخشاه بمرور الوقت، وبالتالي تقليل مستوى الضيق الذي يشعر به حول هذا الموضوع.
إضطرابات القلق لها عدة أنواع : كاضطراب القلق العام ، واضطراب الهلع مع أو بدون رهاب الخلاء، والرهاب المحدّد ،ورهاب الخلاء ،واضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب قلق الانفصال والخرس الانتقائي ، واضطرابات قد تتطوّر لتمثل خطورة علي الصحة العامة، ومنها إضطرابات تلعب فيها العوامل الوراثية والبيئية والنفسية والتنموية.
إضطراب القلق،يكون الشعور بالقلق فيه، غير عقلاني، وله تأثيرات عميقة على نوعية الحياة والصحة الجسدية والعقلية والرفاهية العامة ، ويحتاج علاجه، وقتاً أطول ، مع طلب الدعم من الآخرين، الذين يمكنهم مساعدة الشخص في تحدّي أفكاره ومخاوفه غير العقلانية ،وطمأنته عندما يشعر بالقلق، لأنهم يخفِّفون من حدّة المواقف والأفكار بسبب مقارنتها بحقائق الموقف.
NevenAbbass@