اجتماعية مقالات الكتاب

التأمين الصحي والمواطن السعودي

قرأت مقال صحفي كتبه أحد كتاب الرأي في واحدة من الصحف المحلية، يتعلق المقال بفرحة هذا الكاتب بموضوع التأمين الصحي.
كاتب الرأي مواطن سعودي، متقاعد من العمل الحكومي، قام ابنه الذي يعمل بإهدائه كرت تأمين صحي وكانت فرحته كبيره بهذا التأمين الذي حصل عليه (انتهى الخبر).

صراحة تفاجأت بمحتوى المقال الذي نشر لأن الذي  كتبه مواطن سعودي.
سألت نفسي: هل المواطن السعودي يجد صعوبة في الوصول الى الرعاية الصحية التي تقدمها وزارة
الصحة السعودية؟ والعديد من الأسئلة التي أصبحت تطرح نفسها تلو بعضها، آخرها : لماذا عبر المواطن السعودي من خلال المقال الصحفي عن فرحته الكبيرة بكرت التأمين الصحي إستغرابي في محله، لماذا؟

قبل فترة وجيزة، وجدت بعض التسوس في أسناني، كنت مخيّراً بين الذهاب إلى عيادة أسنان خاصة، أو الذهاب إلى عيادة أسنان في المركز الصحي التابع لوزارة الصحة.
بصراحة شاهدت العديد من التجارب (أصحابها ومنهم أنا)، لم تكن نهايتها سعيدة مع عيادات الأسنان الخاصة، أحيانا، يتعلق بجودة العمل (معظم الأطباء من دولة عربية تقع شمال السعودية) ، أويتعلق الأمر بمبلغ كبير جداً يتم دفعة في نهاية الخدمة العلاجية. قررت الذهاب إلى عيادة الاسنان في المركز الصحي.

طبعاً،يكون ذلك باستخدام تطبيق “صحتي” الذي وفرته وزارة الصحة.
الحمد لله حصلت على موعد بعد عشرة أيام (حسب
موقع المركز وقربه من منزلي).
ذهبت للموعد، استقبلتني طبيبة سعودية متخرجة من إحدى كليات الطب بالجامعة السعودية، قامت بكل ما هو مطلوب، خرجت وأنا في أحسن حال والحمد لله (لم أدفع ريالاً واحداً).

أعاني من أعراض السكر والضغط، طلبت من موظف الإستقبال في المركز الصحي مساعدتي، قام على الفور بعمل موعد مع طبيب الأسرة في اليوم التالي، عند حضوري للموعد، قام الطبيب السعودي بكل ما يلزم وصرف الأدوية التي تلزمني لمدة ثلاثة أشهر (تصرفبعد ذلك بانتظام).
حقيقة، إلى الآن لم أستطع أن استوعب أو أفهم ماهي مشكلة كُتَّاب الرأي مع الرعاية الصحية التي تقدمها وزارة الصحة؟ ولماذا كل هذا الفرح بالتأمين الصحي؟ سبب عدم استيعابي لموقف كُتّاب الرأي ومحتوي مقالاتهم الصحفية، إدراكي التام للتحسُّن الكبير والقفزات التصحيحية للرعاية الصحية المقدمة من وزارة الصحة خلال الثلاثين عاماً الماضية.

نعم، يجهل ذلك التحسُّن في الرعاية الصحية، إنسان لم يستوعب مدي التطور في الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة.
باختصار، الإعلام السعودي (الصحفي خاصة) ومن خلال المقالات الفردية أحيانا وأحيانا من خلال نشر بعض النجاحات التي تحققها بعض المستشفيات الخاصة، تجعل المواطن السعودي يؤمن أن أفضل خدمة يمكن أن يحصل عليها، يكون فقط من خلال المستشفى الخاص (لن أذكر اسم المستشفى الخاص الذي يتم التطبيل له كل يوم في الصحافة).
أيضا، يترك إنطباعاً (المقال الصحفي) أن المستفيد لا يستطيع الحصول على رعاية صحية.
واقع الحال، هناك مشاهدات سلبية، لكنها قليلة جداً مقارنةً بالحجم الكبير جداً من الخدمات الصحية المميّزة التي يقدمها منسوبو وزارة الصحة، أليس كذلك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *