اجتماعية مقالات الكتاب

معرض جدة للكتاب 2023

كنت ولا أزال من الحريصين علي حضور معرض جدة للكتاب سنوياً أو كلما انعقد للتعرف علي الجديد في عالم الكتب ومتابعة إصدارات دور النشر المختلفة ومؤلفات الكتّاب الجديدة.

أذكر أن آخر معرض للكتاب حرصت علي حضوره، كان في عام 2015م ، وكان المشرف علي تنظيمه آنذاك ،الدكتور سعود كاتب، وغردت وقتها وبعد إنتهاء المعرض ، بشكر الدكتور سعود علي التنظيم الرائع الذي اتسّم به المعرض الذي جري في شاطيء الإسكندرية بأبحر الجنوبية ،وشهد حضورا كبيراً ، وإن كان لم يخلُ وقتها من تدخل بعض مثيري الشغب وتمكّنت إدارة المعرض من وقف تدخلاتهم.

مناسبة هذا الكلام إنعقاد معرض جدة للكتاب في ديسمبر الجاري في جدة دوم والذي حرصت علي حضوره ، بحثاً عن الجديد في عالم الأدب والثقافة قبل أن نصدم بسوء الترتيبات والمعاملة التي اتسم بها أداء العاملين في المعرض، فقد أبلغني زميل وصديق هو الأستاذ محمد البيز، أنه تلقي دعوة من معالي السفير عبدالعزيز خوجة لحضور أمسية شعرية تقام علي مسرح معرض الكتاب ،وذهبنا سوياً لحضور الأمسية الشعرية وزيارة دور النشر العربية والسعودية التي شاركت في المعرض ، وصدمنا بسوء الترتيبات الخاصة بالدخول للمعرض ،ففي حين كانت واجهة المعرض علي طريق المدينة المنورة للمتجه شمالاً ،إلا أن فريق التنظيم المتواجد ، كان يوجِّه القادمين للمعرض بالاتجاه شمالاً ،ومن ثم شرقاً للدخول للمعرض عبر المدخل الجنوبي ، ولم تكن هناك مساحات كافية قريبة من المدخل المخصص للمعرض لوقوف سيارات الزوار الذين كانوا يُوجهون بطريقة عشوائية للمواقف.

وبعد معاناة لامبرر لها ،تمكنا من الوصول لنفاجأ بأن علينا أن نستقل سيارات القولف لنقلنا للمعرض ،
ونظراً لوصولنا المبكر للمعرض ، فقد قمت وزميلي بمحاولة التجول في المعرض للتعرف علي دور النشر والمؤلفات المعروضة في المعرض، وواجهتنا صعوبات جمّة في الوصول لدور النشر المشاركة، ورغم وجود أجهزة إلكترونية تحدِّد للزوار مواقع دور النشر ، إلا أن المتطوعين الذين يوجهون الزوار لم يكلِّفوا أنفسهم بتوجيه الزوار لمواقع دور النشر المشاركة ، ولم نتمكن من الوصول لدور النشر التي كنا نرغب في زيارتها.

والأسوأ أن المشرفين علي جلوس ضيوف أمسية الدكتور خوجه ، وجَّهونا للجلوس في الصفوف الخلفية في حين لم يصروا علي ذلك مع بقية الضيوف !
وشهد زميلان آخران هما الدكتور محمد نويلاتي والدكتورعدنان اليافي ، مواقف سلبية متعددة تؤكد فشل تنظيم المعرض من الناحية اللوجستية برغم أعداد المتطوعين المرتفعة للمشاركين والمشاركات في المعرض.
أكتب هذا الإنتقاد ،علّ الجهة المنظِّمة للمعرض، تتجنّب في المرات القادمة ،السلبيات التي شهدها المعرض هذا العام ، وهناك فرق كبير بين تجربتنا في معرض كناب جدة وتجربة زوار معرض الكتاب الذي عقد بنجاح مبهر في الرياض مؤخراً.
وثمة موقف آخر ربما كان سبباً في فشل معرض جدة للكتاب ، هو تزامن توقيت المعرض مع دوري الأندية العالمية لكرة القدم، وقرب موقع جدة دوم من ملعب الجوهرة ،ما تسبّب في إزدحام لامبرر له وانعكس علي معظم من زاروا المعرض.
كاتب صحفي
ومستشار تحكيم دولي

mbsindi@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *