منذ أن كان الفلاسفة الأوائل باليونان القديمة يكتبون أفكارهم، كافحت البشرية لمعرفة مفهوم الأخلاق وتطبيقه، فالأخلاق هي خط الفكر الأول الذي يتساءل فيه البشر وتقرر ما إذا كانت بعض السلوكيات والنوايا جيدة أم سيئة، ظهرت العديد من التعريفات المختلفة للمبادئ الأخلاقية على مر العصور وانتشرت عبر المجالات التي أصبحت بنهاية المطاف علم النفس الحديث، من المرجح أن يرغب الناس في تحديد الفكر والسلوك الأخلاقي حيث يبحثون عن تعريف المبادئ الأخلاقية، وفي بعض الأحيان البحث عن تعريف لمفهوم الذعر الأخلاقي لاستكشاف المبادئ الأخلاقية المختلفة وفهم الأفكار للفلسفة الأخلاقية التي يمكن أن توجه حياتك أو توجه إليك من قبل آخر، تنظر الأخلاق علي أنها سلوك محكوم بما نعتبره صوابًا وخطأ لكن كيف يمكننا تعريف ذلك بطريقة تتوافق مع إحساسنا؟
حيث تساءل فلاسفة الأخلاق باستمرار عن كل المبادئ التوجيهية الأخلاقية التي توجه سلوك الشخص وتثبت دليل أو غياب المبادئ الأخلاقية العالمية للبشر على مر القرون، تمسك فلاسفة الأخلاق اليونانيون القدماء كأفلاطون وأرسطو بالمطلق الأخلاقي فكان فيلسوف التنوير إيمانويل كانط من أشد المؤيدين للاستبداد الأخلاقي، وفي هذه الفلسفة وجدت بعض الأشياء الصحيحة والخاطئة وإستندت هذه المطلقات لإلتزام أخلاقي تجاه المجتمع يعتمد علي الدين، ولكي يعيش المرء حياة طيبة يجب عليه أن يلتزم بتعاليم دينه ومبادئه لأنه يحدد معايير السلوك الجيد والسيئ، المطلق المتدرج وهو فلسفة قائمة علي الحكم بوجهة نظر إنسانية وهي مجموعة فرعية من المطلق الأخلاقي، ترى أن المبادئ الأخلاقية موجودة على نطاق واسع وذلك لأن المبادئ الأخلاقية المتدرجة تزعم أن الكذب على قاتل أمر جيد طالما أنه لإنقاذ شخص بريء، هناك النسبية الأخلاقية وتدعي أنه لا توجد طريقة للقول بأن الفعل أو السلوك هو صواب أو خطأ بطبيعته حيث يعتمد ما هو صواب وما هو خطأ على الثقافة والمجتمع والفهم الذي يتم فيه تطبيق المبادئ الأخلاقية، فقد يتفق الناس أنه من الجيد أن تعامل الآخرين بنفس الطريقة التي ترغب في أن تعامل بها لكن هذه السلوكيات والالتزامات تختلف بشكل كبير من ثقافة لأخرى ومن مجتمع لآخر، فالنسبية الأخلاقية هي فكرة اعتنقها فلاسفة الأخلاق منذ القرن الخامس قبل الميلاد حيث يروي المؤرخ اليوناني هيرودوت أن الملك الفارسي داريوس الكبير قام بوضع الطقوس الجنائزية لثقافتين ضد بعضها البعض وطلب من اليونانيين أن يوضحوا له ما إذا كانوا سيأكلون جثث آبائهم الموتى؛ وقد عرض مبالغ فاحشة من المال أمامهم لفعل ذلك ،ورفض الجميع ذلك لأنه خطأ ويتعارض تمامًا مع مبادئهم الأخلاقية ، فسألهم الملك عما إذا كانوا سيحرقون جثث موتاهم بالطريقة التي فعلها اليونانيون وقالوا أيضًا إنهم لن يفعلوا ذلك لأنه كان خطأ أخلاقياً وقد لاحظ هيرودوت هذا التفاعل وسجله.
NevenAbbass@
