خلق الله في دم الإنسان عوامل تؤدي إلى تجلُّط الدم في حالة النزيف، وهذه تعمل لإيقاف نزيف الدم عند الجروح.
و حيث أن المرأة في حالة المخاض والولادة ، تفقد كمية من الدم ، فإن عوامل التجلُّط عند الحامل والنفساء تزداد لتكون قادرة على وقف النزيف لحماية الأم. و لكن في بعض الأحيان يحدث تجلُّط الدم لأسباب أُخري تضر بالحامل.
عادة ما يبدأ حدوث الجلطات في الأوردة العميقة للساق، و في بعض الأحيان قد تتفتَّت الجلطة و تصل قطع منها مع تيار الدم إلى أعضاء بعيدة ، وإذا وصلت الوريد الرئوي، فقد تتسبّب في الوفاة لا سمح الله ، و لكن الشيئ الجيد هو أن هناك من الإجراءات ما يؤدى إلى سرعة تشخيصها ، و هناك خطوات تسهل الوقاية منها.
من المهم أن يعرف الفريق الطبي المشرف على الأم أى تاريخ مرضى سابق لحدوث جلطة للحامل أو لأحد من الدرجة الأولى للقرابة، و معظم المستشفيات تقيم احتمالات حدوث الجلطة في أول زيارة مع بداية الحمل و يستحسن قبله إن كان هناك أمراض، و بناء عليه قد تُتخذ توصيات بشأن إعطاء أدوية وقائية ، تبدأ بعضها مع بداية الحمل أو مع بداية الجزء الثالث منه، أو بعد الولادة. كما أن نشوء بعض المضاعفات للحمل قد يستدعى بدء الأدوية الوقائية ، مثل فرط الإقياء المؤدي للجفاف، الأمراض التي تستدعي عدم الحركة لفترة طويلة، ارتفاع الضغط الحملي والولادة بعملية قيصرية طارئة و غير ذلك.
من المهم للحامل أن تنتبه لبعض الأعراض التى تظهر مع بدايات الجلطة ، مثل انتفاخ أو ألم في سمانة الساق ، و خاصة إذا كان ذلك يزداد بالجس، و يصاحبه ارتفاع فى حرارة السمانة، و كذلك اذا شعرت بصعوبة في التنفس أو ألم في الصدر ، و ارتفاع في معدل نبضات القلب.
في حالة أى من هذه الأعراض ، يجب على الحامل أن تراجع طبيبها ، والأعراض التى تخص الصدر، تستدعى الذهاب إلى قسم الطوارئ دونما تأخير.
وهناك بعض النصائح التى تقلِّل من إحتمالات حدوث الجلطات في السيدة التى تجلس تنصح بالحركة و تمديد الساقين كل ساعتين، و الحامل تنصح بشرب عشر أكواب من الماء كل يوم ، والنفساء والمرضع تشرب إثني عشر أو ثلاثة عشر كوباً.
إذا احتاجت الحامل إلى وقاية ،فإن الإبر التى تُعطى تحت الجلد ، من الهيبارين قليل الوزن الجزيئي ، لا تضر بالجنين و لا تؤذي الأم .
SalehElshehry@