يعدّ امتلاك مشاعر الحساسية العالية أمراً جيداً عامة، وهذا يعني أن الفرد الحسّاس ،يمتلك تفاعلًا عاليًا تجاه المواقف و الأحداث من حوله و يمتلك القدرة العالية حيال تدقيق المواقف و تحليلها بشكل أعمق من الآخرين حيث أن نمط تفكيره النمط العميق و يرى صورة الموقف بزاوية كاملة و هذا أمر جيد برمّته.
يرتبط الأفراد ذو الحساسية العالية بمشاعرهم ارتباطًا قويًا فهم يتبعون مشاعرهم الخاصة بهم و يقيمون المواقف المختلفة حسب مشاعرهم ، ولكن يجب على الفرد ذي الحساسية العالية ،أن يكون على قدر من الوعي لكي يتسنّى له معرفة كيفية التعامل مع ذاته بشكل سليم و استغلال تفكيره العميق فيما يصبّ في بناء ذاته.
وقد تتحول هذه الحساسية العالية الى حساسية مفرطة و يصبح الفرد في هذه المرحلة حساسًا تجاه كل شيء و شديد التركيز على تصرفات المحيطين به و قد يحكم عليهم دون أن يحدث اصطدام مباشر بينه و بين الآخرين ، و تبدأ من هنا مرحلة انحصار علاقاته بشكل سريع لأنه لا يمرر أي موقف مرّ أمامه و قد يطيل التفكير بالمواقف بلا توقف.
و يتبنّى الحسّاس المفرط التفسير السلبي للمواقف و قد يعود هذا الى ضعف الثقة بذاته و يتسبب هذا في بناء معتقدات خاطئة لديه تجاه الآخرين ممّا يجعله سريع الإنفعال و الغضب اللامبرر و التأثُّر الشديد بالأحداث و سرعة الحزن وذلك لشعوره بأنه لا يحصل على التقدير الكافي من الآخرين وهذا ما يجعله أكثر حِدِّة بشكل كبير.
و في الحقيقة أن صفة الحساسية العالية صفة حميدة لأنها تنبع من التفكير الإبداعي العميق لدى الفرد . و على الفرد أن يوجِّه هذه الحساسية في مكانها الصحيح من خلال الوعي بأخطاء تفكيره العميق و التركيز على صنع التقدير لذاته و استثمار هذه النقطه الإيجابية و التركيز على الأمور الهامة وعلى تحقيق الأهداف ليحقِّق التوازن في حساسيته.
@fatimah_nahar