تورّط مترجمان لكتاب :”المعركة النهائية” للمؤلف الشاب أوميد سكوبي ، في الكشف عن اسم الملك تشارلز وأميرة ويلز اللذيْن قيل أنهما توقّعا في حديث بينهما ، لون بشرة طفل الأمير هاري الذي لم يولد بعد وقتها، وذلك بسبب أن المترجميْن البريئيْن حصلا على النسخة الأولى وليس النهائية من الكتاب التي تم إرسالها إلى الناشر الهولندي قبل أسابيع من طرح الكتاب في السوقيْن الهولندي والبلجيكي.
يقول المؤلف سكوبي أن النسخة النهائية المعتمدة لم تذكر اسميْ عضويْ العائلة المالكة البريطانية، لكن يبدو أن المترجميْن حصلا على النسخة الابتدائية الأولى وليس النصّ النهائي المعتمد. يقول المؤلف أنه لا يعلم كيف احتوى الكتاب في النسخة الهولندية على اسم الملك تشارلز وأميرة ويلز الأميرة كاثرين. أما في النسخة الإنجليزية من الكتاب فيقول المؤلف الشاب الذي تلقّى تهديدات بالقتل ، أن هناك اسمين تورّطا في التكهّن بلون بشرة الطفل القادم لكن لم يتم التصريح بهما لأسباب قانونية.
قد يؤدي الكشف عن الاسمين في النسخة الهولندية إلى إمكانية أن تنظر العائلة المالكة في الخيارات القانونية التي أمامها. كانت النتيجة هي سحب الآلاف من النسخ من الكتاب في اللغة الهولندية من أسواق هولندا وبلجيكا وربما قد تؤدي هذه الفضيحة الملكية واتهامها بالعنصرية إلى تجريد هاري وميغان من ألقابهما الملكية. يجدر بالذكر أن سكوبي قد أثار أيضاً الكثير من الجدل في الكتاب السابق الموسوم “البحث عن الحرية” الذي تناول فيه أيضا سيرة هاري وميغان.
لا يتحمّل المترجمان أي مسؤولية قانونية إزاء هذه المعضلة لأنهما اعتمدا النسخة التي أرسلها الناشر إليهما؛ لكن هذا الأمر يكشف حقيقة أخرى وهي غياب المراجعة النهائية للنسخة المترجمة من قبل الناشرين للكتاب في نسخته الأصلية ونسخته المترجمة.
مثل هذه المشكلة التي وضعت المترجمين تحت طائل المسؤولية تهون أمام مشكلة وقع فيها الفيلسوف العربي الشهير ابن رشد عندما حاول تلخيص كتاب الشعر لأرسطو حيث اعتمد على ترجمة أبي بشر متّى بن يونس القنّائي للكتاب الذي نقله إلى اللغة العربية عن طريق لغة وسيطة هي السريانية. ورطة ابن رشد تكمن في أن متّى بن يونس القنّائي ترجم كلمة تراجيديا في كتاب أرسطو إلى المديح أو الإطراء وكلمة كوميديا على أنها الهجاء أو الذم رغم عدم التطابق بين هذه المفاهيم في الثقافتين اليونانية التي تهتم بالمسرح والعربية التي تهتم بالشعر. بدأت الورطة بخطأ الترجمة ثم اتسعت المشكلة في اعتماد ابن رشد لهذه الترجمة في شرحه لأرسطو الأمر الذي أدى لاحقاً إلى سلسلة من التراكمات الخاطئة اللاحقة في تاريخ الأدب. اشتهر هذا الأمر إلى الدرجة التي كتب فيها الأديب الأرجنتيني بورخيس قصة قصيرة يسخر فيها من فيلسوف قرطبة الذي وقع في هذا الخطأ الذي كان مصدره مترجم نصراني يكتب وهو “سكران لا يعقل” كما يقول أبو حيان التوحيدي عن القنّائي في كتابه الإمتاع والمؤانسة.
khaledalawadh@