جدة- ياسر خليل
نصح استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، سيدات المجتمع اللواتي تجاوزن سن الـ 40 بضرورة الحرص على إجراء فحص الماموجرام، وذلك من باب الاطمئنان بسلامة الثديين وعدم وجود أي تغيرات.
وقال لـ”البلاد” تزامناً مع نتائج المسح الصحي الوطني للعام 2023، والذي أفصحت عنه الهيئة العامة للإحصاء، وأظهر أن 73.5 % من السيدات في عمر 40 سنة فأكثر في السعودية لم يجرين فحصا للثدي مطلقا بالأشعة للتأكد من سلامتهن من سرطان الثدي، إن هذه النسبة كبيرة جدًا ومؤشر غير صحي وغير مقبول، وتحتاج إلى استمرار التوعية من جميع القطاعات الصحية العامة والخاصة، على أن لا تقتصر التوعية فقط في شهر أكتوبر الوردي.
وتابع “مير”: تشكل البرامج التوعوية التي تتناول الكشف المبكّر أهمية خاصة لكونها ترفع نسب الشفاء إلى 95 % في حال رصد المرض مبكّرًا، إذ إن كثيرًا من السيدات يجهلن أو يهملن أهمية الفحص بأشعة الماموجرام بعد سن الـ40.
وأوضح د. “مير” أن سرطان الثدي يتكون بسبب تغير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي دون القدرة على السيطرة عليه؛ مما يحولها إلى خلايا سرطانية مع قدرة هذه الخلايا على الانتشار.
وتابع: “هناك عدة أنواع من سرطان الثدي، وأكثر هذه الأنواع ما يعرف بسرطان قنوات الحليب، وسمي بهذا الاسم كونه يبدأ داخل قنوات الحليب”.
وأوضح أن السبب الحقيقي للإصابة بسرطان الثدي غير معروف تمامًا، ولكن هناك عدة عوامل لإصابة النساء؛ ومنها وجود سجل عائلي خاص بمرض سرطان الثدي داخل الأسرة.
وأضاف أن احتمالية الإصابة تكون أعلى في النساء اللاتي لديهنّ أقارب من الدرجة الأولى “أم، أخت، ابنه” مصابات بهذا المرض؛ حيث ترتفع النسبة إلى الضعف، أما إذا كان الأقارب من الدرجة الثانية “الجدة، العمة، الخالة” سواء من ناحية الأم أو الأب، فإن نسبة الإصابة ترتفع، ولكن تكون أقلّ من الحالة الأولى.
ولفت أيضًا إلى السيدات اللاتي تنقطع الدورة الشهرية لديهنّ في سنّ مبكّرة، أو بدأت لديهن قبل الثانية عشرة، أو تأخر إنجاب الطفل الأول في سنّ متأخرة.
وقال: إن النساء اللاتي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد تكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي، كما أن السيدة التي لم يسبق لها الحمل قد تكون عرضة لسرطان الثدي في حال توفر العوامل المسببة، وترتفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللاتي لم يرضعن، كما تزداد فيمن يتعاطون هرمونات تعويضية بعد سن اليأس. وأضاف أن هناك ثلاثة طرق للكشف المبكّر لسرطان الثدي؛ الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة “الماموجرام”، وذلك بعد سن الأربعين.
فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم عن طريق الطبيبة. أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أي تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، ويمكن من خلال الطبيبة معرفة طريقة الكشف الذاتي.
ونصح الدكتور “مير” السيدات للوقاية من سرطان الثدي، بالاهتمام بتناول الطعام الصحي الغني بالخضار والفواكه والسمك، والإقلال من الطعام الدسم، وممارسة التمارين الرياضية يوميًّا، والمحافظة على وزن مثالي للجسم خلال كل فترات الحياة، خاصة بعد سن انقطاع الحيض، وتجنّب تناول حبوب الهرمونات بعد سن اليأس، والإرضاع الطبيعي في حال الإنجاب، وتجنب التدخين، والحرص على الكشف المبكر.
يشار إلى أن المسح الصحي الوطني للعام 2023، والذي أفصحت عنه الهيئة العامة للإحصاء أخيرا بين أن 73.5 % من السيدات في عمر 40 سنة فأكثر في السعودية لم يجرين فحصا للثدي مطلقا بالأشعة للتأكد من سلامتهن من سرطان الثدي، وكانت النسبة للسعوديات اللواتي لم يجرين الفحص مطلقا 68.8 % وللمقيمات من غير السعوديات 86.8 %.
وأظهر التقرير أن السيدات في كل من منطقتي الحدود الشمالية وحائل كن الأقل من حيث الإقبال على الفحص، إذ إن 92 % من السيدات بعمر 40 فأكثر في الحدود الشمالية لم يجرين الفحص مُطْلَقاً، في حين أن النسبة في حائل كانت 85.5 %.