متابعات

موقع ” الشق”.. أيقونة جيولوجية بمنطقة تبوك

البلاد ــ تبوك

تسجل منطقة تبوك حضورها الدائم في سجل الجيولوجيا وعجائبها، التي تستهوي بطبيعتها الفريدة زوار المنطقة من كل مكان، ومن أبرز تلك المعالم الجيولوجية، موقع “الشق” التي تقع إلى الغرب من مدينة تبوك بما يقارب الـ 60 كم، مشكّلةً انحداراً ملازماً لأرضٍ منبسطة، متضمناً وادياً سحيقاً.

ويعد الوادي من الصدوع التي أوعزته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إلى الحركة المصاحبة لانفتاح البحر الأحمر، ويصل الارتفاع على جانبي الوادي إلى حوالي 450م، ويمتد لمسافة تصل لحوالي 70 كم شرق البحر الأحمر، وحدث هذا الصدع في صخور القاعدة من الدرع العربي التي يعود عمرها لما قبل العصر الكامبري، وتعلوها طبقات صخرية من الحجر الرملي من العصر الكامبري.


ويعد موقع “الشق” من أجمل المعالم الجيولوجية الطبيعية، ويحظى بالعديد من المميزات الرائعة، التي تجعلها من أفضل المواقع الجاذبة سياحياً، حيث تعد من أوضح حدود التماس “الحد الفاصل” بين صخور الدرع العربي في الأسفل وصخور الغطاء الرسوبي في الأعلى، وهي مقصد دائم للسياح، فلا يكاد يزور منطقة تبوك سائح إلا ويكون موقع الشق ممراً له، كما أنها تحوي كنوزاً ومعالم بانتظار مواصلة اكتشافها وتهيئتها أمام أهالي المنطقة وزائريها والمقيمين فيها من مختلف الجنسيات.


ولا تتوقف الظواهر الجولوجية في منطقة تبوك عند موقع ” الشق ” – فحسب- بل إن هناك صحراء ” حسمى ” التي تضفي برمالها الحمراء وجبالها الرملية في الجهة الشمالية الغربية من منطقة تبوك؛ جمالاً طبيعياً وبعداً جيولوجياً، لهذه الصحراء التي تنتشر فيها الجبال الحاضرة في سجل التاريخ .

وتُعد “حسمى” منذ الأزل، محطة على طريق التجارة القديم من وإلى جزيرة العرب ومرت بها القوافل والركبان على امتداد الحضارات الإنسانية المتتالية، وهذا ما يفسر تنوع وكثرة النقوش الأثرية على صخور جبالها الشاهقة .


وتحتضن “حسمى” بين طياتها الكثير من الكتابات والنقوش، التي تدل على ما تضمه هذه المنطقة من إرث تاريخي ذات أهمية للباحثين في أسبار التاريخ وتطور اللغة العربية، وكان في الموقع السبق في اكتشاف بعض النقوش العربية عرفت فيما بعد باللهجة الحسمائية، وهي لهجة عربية شبيهة باللهجة النبطية، وتُعد أول كتابة عربية ترتبط فيها الحروف ببعضها كما الخط الكوفي، ويشبه الحرف الحسمائي الحرف الصفائي إلا أنه متميز عنه بموقعه وتاريخه، كما تحمل تلك الشواهد الموغلة في القدم إرثاً يستنطق جانباً من تاريخ جزيرة العرب ولغتها الخالدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *