اجتماعية مقالات الكتاب

سوالف طريق

بينما كنت عائداً ذات مساء من استراحتي في وادي (السر) أحد الأحياء التي تبعد عن الطائف جنوباً بـ (20) كم تقريباً والذي كثيراً ما يطلق عليه حالياً (حي السوطه) نسبة لمالكيه الأساسيين، والذي بلغ حالياً من التقدم والازدهار، ما جعله يُضاهي ما سواه من الأحياء المماثلة، توسعاً في العمران وتزايداً في عدد السكان، وشموله بحسن التخطيط والسفلتة والإنارة وتوفر مشروع المياه المحلاه للشرب والاستعمال من خلال خزان المياه المقام فيه، ومما زاده في النهوض والنمو وقوعه على طريق الطائف- الباحة – الجنوب! لاحظت أن دورية أمنية تسير خلفي وتؤشر لي بالوقوف! فوقفت جانباً فإذا به اللواء عبدالإله العوفي مدير شرطة الطائف وبرفقته بعض الجنود.

سألني من أين أتيت وإلى أين أنا ذاهب؟
قلت : من استراحتي في (السر) في طريقي لبيتي في الطائف، ودعني مؤكداً في لطف وحسن توجيه أن سبب توقيفي هو الحرص على سلامتي لأن أحد الأنوار الخلفية لسيارتي كان مطفأً وأوصاني بتفقُّد الأنوار تحقيقياً للسلامة المرورية والأمنية خاصة في
مثل هذا الوقت المتأخر من الليل فشكرته وأكبرت فيه هذا التوجيه ولطف المقابلة.

علمت فيما بعد أنه كان في جولة تفقدية على نقاط أمنية ودورية في ضواحي المدينة، وهي عادة درج عليها منذ تسلمه مسؤولية القيادة الأمنية في الطائف، وقد شاهدته ذات ليلة وهو يجول في أحد الأحياء الشمالية من المدينة، تأدية لنفس المهمة. وقد قال لي من لا أشك في صدق قوله إن اللواء العوفي لا يكاد يخلد للنوم إلاّ بعد قيامه بالعديد من المهمات الأمنية ومنها جولاته التي لا تتوقف وخاصة ما كان منها ليلاً أداءً لواجب المسؤولية، وتأسياً في ذلك بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :(لو أن دابة في أرض العراق تعثرت لسألني الله عنها).

خاتمة: لقد حقق اللواء عبدالإله العوفي مدير شرطة الطائف سابقاً خلال خدماته الأمنية الطويلة المشرفة، إنجازات إذا ذُكرت شُكرت، وكان مثالاً للإخلاص والجهد في خدمة أمته ووطنه وقيادته، يسجل له ذلك بالشكر والعرفان، وصدق الوطنية والتفاني فيها.
نبض:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوانٍ
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثانِ
وبالله التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *