هذا هو المرض السري الذي يصيب حديثات الأمومة أو من يتوقعن ولادة قريبة.
يصيب هذا النوع من الإضطرابات أقل من 2 في المئة من الناس ، و لكنه يزداد مع الحمل و خصوصاً بعد الولادة. وحسب الدراسات فإن نسبة حدوثه خلال الحمل ،تتراوح بين اثنين فى المائة و عشرين في المائة ، وهو يكثر في النساء و لكنه يزداد أيضا في الرجال خلال حمل زوجاتهم و بعد ولادتهن، ولعل هذا الشعور هو ما عبر عنه بعض العرب قديما فقالوا ” الأطفال مجبنة و فقر” و هو قول منتشر و لكن الناس تفهم انه يعبر عن شعور مؤقت يتحول بعده الطفل الى نعمة كبرى مقرونة بسعة الرزق.
ورغم شيوع هذه الحالة و كونها تسبب انحداراً في مستوى الصحة وجودة الحياة، فإن المصابات به يعانين في صمت، و لا يلاحظه من حولهن من أقارب أو مزودين للخدمة الطبية.
وغالباً ما يظهر إستجابة لخوف داخلى من تلوّث الوليد بالميكروبات، أو التسبّب له بالأذى الجسدي، و تستجيب المصابة بالإكثار من غسل اليدين بطريقة لافتة للنظر تؤدي غالباً إلى ظهور آثار تآكل جلد اليدين وظهور آثار الحساسية و تشقق الجلد فيها. كما يظهر هذا الإضطراب السلوكى على شكل تفادي المريض لبعض المناسبات التي تتوقع فيها زيادة التلوّث مثل الحفلات الإجتماعية و لقاءات أفراد الأسرة ومصافحة الصديقات، و السماح لهن برؤية المولود أو مداعبته. و يقترن ذلك بتغير الملابس مرات كثيرة خارج حدوث المنطق.
و في بعض الأحيان مثلاً ، يسيطر على الأم أو الأب شعور بانه سيقوم بإلقاء الطفل عبر النافذة ، و يتوتر لذلك كثيراً ، و لذا فإنهم يقومون بإبعاد الطفل عن النوافذ بل قد يحتفظون به في غرف ليس فيها نوافذ ، و يتحاشون حمله خلال نزول سلالم البيت ، أو ركوب السيارة. و رغم شدة التوتر الذي يزعزع حياة الأب أو الأم، إلا أنه لا يتطور أبداً الى تصرف يضر بالطفل، و هذا هو أحد الفروق الرئيسية بين هذا النوع من العصاب و أمراض الذهان التى يفتقر فيها المريض إلى البصيرة.
عدم تفهم معاناة أحد الأبوين من قبل الآخر ، أو من قِبل أفراد الأسرة المحيطين به، او من مقدمى الخدمة الصحية ،يؤدي إلى زيادة المعاناة ، أو التشخيص الخاطئ بأنه إكتئاب ما بعد الولادة، أو مرض ذهاني آخر، قد يؤدى إلى الإفراط في استخدام الأدوية، في هذه الحالة وقبل استخدام الأدوية ،فإن استعمال العلاج السلوكى المعرفى الذي يجيده الإخصائيون النفسيون هو الخطّ الأول للعلاج ، و في بعض الأحيان قد يُزوّد المريض ببعض الأدوية التى تخفِّف القلق وتسّرع بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
SalehElshehry@