أذكر أن صديقي الراحل الأستاذ سامي خميس كان يستعين بي لترتيب برنامج زيارات ميدانية لطلاب المدارس إلى مطار جدة دعماً لنشاط زوجته السيدة الفاضلة أميرة الصايغ التي نذرت جهودها في تعليم الكبار والصغار على مفاهيم وتقاليد البروتوكول والإتيكيت ومن ضمنها بروتوكول السفر عبر المطار وعلى الطائرة .. وكانت هذه المهمة تستنفد جهداً مضاعفاً كي نحصل على التصاريح الخاصة بدخول الأطفال وطلبة المدارس لمرافق المطار ولا زال الأمر كذلك حرصا على الجوانب الأمنية.
أما اليوم ومنذ فترة ،أدركت سلطات وقيادات المطارات في بعض دول العالم وأولهم مطار أورلاندو الدولي حيث إنتقلوا الى خطوة متقدمة في جعل زيارة المطار ومرافقه عبارة عن تجربة سفر سياحة ترفيهية وتثقيفية لجميع أفراد العائلة أو أفراد المجتمع من غير المسافرين إلى حانب أن هذه الزيارات تدر دخولاً مالية مجزية لجميع مرافق المطار.
وتسمح هذه البرامج لمن يشاء بأن يقضي يوما أو بعض الوقت في رحلة أو زيارة إستكشافية ترويحية الى مرافق المطار والسكن في أحد فنادقه الإستمتاع بردهات وصالات المطار الغنية بالتصاميم والديكورات والمجسمات والأعمال الفنية والأشجار والإضاءات التي تضفي أجواءا ممتعة وهادئة للعيش فيها ..
هذا بالإضافة الى إمكانية الزائر من تناول الوجبات على متن إحدى الطائرات المخصصة لذلك الغرض .. أو في أحد مطاعم المطار والتسوق من محلاته التجارية والجلوس في أماكن الإسترخاء والصالات المخصصة لدرجات السفر المتعددة دون إستثناء ..
وتجدر الإشارة الى أن كل ذلك يتم وفق الإجراءات والمراحل النظامية التي يمر بها المسافر العادي .. من حجز لزيارة المطار عبر الموقع الألكتروني وإنهاء إجراءات السفر العادية والحصول على بطاقة زيارة المطار ومرافقه المتعددة .. ومرورا بإجراءات التحقق من الهوية الشخصية وأجهزة التفتيش الأمنية .. وسماع النداءات المخصصة لهذه الزيارات الخ.
هيئة مطار أورلاندو أدركت أهمية ورواج هذه الزيارات فانشأت مبنى خاص لتجربة السفر هذه وجعلته أيقونة للترفيه الممتع لجميع فئات المجتمع ..
وأنا بدوري أنقل هذه الفكرة الى هيئة الطيران المدني السعودي كي تتبناها وتعمل على إدراجها ضمن أهدافها ونشاطاتها لخدمة المجتمع السعودي وتكون أنموذجا في ذلك ، يحتذى به في العالم العربي.