مقالات الكتاب

«الكذبة الكبيرة».. تلاميذ جوبلز المخلصون

بقلم: طارق مشخص

كان جوبلز وزير دعاية هتلر، ويُقال أنه كان الأب لـ “نظرية الكذبة الكبيرة”.

“إذا قلت كذبة كبيرة بما فيه الكفاية وواصلت تكرارها، فسيصدقها الناس في النهاية”.

هذا هو تعريف “الكذبة الكبيرة”، والتي غالبًا ما تُنسب إلى جوبلز، وفي الواقع، يعتقد البعض أنها نُسبت إلى هتلر نفسه.

من الطريف كيف يتبعون خطوات مُعدمهم.

إذا نظر شخص ما إلى وسائل الإعلام الغربية بشكل عام، وخاصة في هذه الأيام، يمكنه ملاحظة كيف اعتمدوا أساليب جوبلز، يروجون لأكاذيب مثل قيام حماس بقطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيليًا، ويكررون الأكاذيب بأن حماس تقتل العائلات البريئة وتغتصب النساء. ليسوا فقط يفتعلون الصور بل يصنعون أيضًا مقاطع فيديو مزيّفة.

شاهد الكثيرون مقطع فيديو حيث يطلب منتج لقناة أخبار مشهورة من مذيعته التظاهر بأنها تختبئ من قنابل حماس وهي تتقلب في الرمال، ويمكننا رؤية أنها كانت هي وزميلها وحدهما في الشارع دون أي دخان أو أضرار في المباني. مشهد يذكرني بفيلم هوليوود “Wag the Dog”.

الفيلم يتحدث عن مستشار إعلامي ومنتج سينمائي يختلقان حربًا في ألبانيا لتشتيت انتباه الناخبين عن فضيحة جنسية رئاسية.

يرسمون الفلسطينيين كقتلة بربريين والإسرائيليين كأشخاص متحضرين بريئين. لا أحد يتحدث عن الإحتلال الإسرائيلي، أو عن جنود إسرائيل والمستوطنين الذين يتحرشون ويقتلون الفلسطينيين يوميًا. ولا عن أهل غزة المحاصرون في أكبر سجن مكشوف في العالم. كيف يعاني أطفال غزة بسبب فقد الأب إمّا بالقتل أو في الزج في السجون الإسرائيلية، في أحياء دمّرتها القوات الإسرائيلية، يشاهدون كبار السن ينتظرون لساعات في الحواجز للوصول إلى المستشفى.

لا أحد يتحدث عن كيف سخرت إسرائيل من كل القرارات الأممية التي أدانت إحتلالها، وعن المستوطنات التي بُنيت على الأراضي المحتلة، والتي سيعترض عليها الغرب فقط من باب حفظ ماء الوجه، متظاهرين بأنهم يحترمون القانون الدولي، لكنهم سيستمرون في دعم إسرائيل وحتى سيستخدمون حق النقض “الفيتو” ضد أي قرار أممي يدين هذه المستوطنات.

الإسرائيليون يفضلون دومًا تصوير أنفسهم كضحايا، وحتى يلقون اللوم على الآخرين عندما يقومون بقتل الأبرياء. قالت جولدا ماير ذات مرة إنها تكره الفلسطينيين لأنهم جعلوها تقتل أطفالهم. أنظر إلى هذا النوع من التفكير المشوّه.

تلاميذ جوبلز قد تفوقوا على معلمهم، ليس فقط في نشر الأكاذيب وتضّليل العالم عبر مؤسساتهم الإعلامية ورفض أي رأي مخالف، بل وأيضًا في إزالة أي محتوى آخر من المنصّات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *