اجتماعية مقالات الكتاب

كيف تتغلب على صدمات الماضي؟

الصدمة عموماً هي مصطلح يستخدم لوصف العواقب العاطفية الصعبة التي يمكن أن تحدث للفرد أثناء العيش ،أو المرور بأحداث مؤلمة ،كموت أحد الأهل ،أو إنتهاء علاقة صداقة ،أو فقدان حبيب ،أو وظيفة.

وقد يكون من الصعب تحديد السبب الذي تسبّب بصدمة ،لأنه في الغالب تكون هناك عدة تراكمات للحزن والصدمات جعلتنا غير قادرين علي تحديد سبب الصدمة الحقيقي ،وهناك بعض الأشخاص يصعب عليهم تحمُّل الصدمة ،لأن الحدث نفسه قد يكون أكبر من تصديقه.

يعتقد بعض الناس أن الصدمة تقتصر على التجارب المروعة ،إلا أن الصدمة يمكن أن تأتي في أشكال عديدة ،منها ترك حدث ما يغير حياتك، ويجعلك غير قادر على التأقلم مع نوعية حياة مفروضة عليك.
ويمكن أن تؤدي الصدمة النفسية إلى حالة ذهنية متغيّرة ،بسبب حدث ،أو ظرف مؤلم.

العلاج الذي يركّز على الصدمات ،كالعلاج السلوكي المعرفي ، يمكن أن يساعد على التعامل مع صدمات الماضي، من خلال التعرف على الصدمة التي تعرضت لها ،والتحقّق من صحتها ،وتعلُّم آليات التكيُّف الفعّالة ،وبناء الثقة ،والعيش في الحاضر، للمُضي قُدماً ،وعدم التوقّف كثيراً أمامها.

الأحداث المؤلمة التي تحدث في وقت مبكِّر من الحياة، مثل سوء المعاملة ،والإهمال ،والتعلُّق المضطرب، يمكن أن تكون مدمّرة في كثير من الأحيان ، وتخلق صدمات يصعب علاجها، ويمكن أن تكون تجارب الحياة اللاحقة التي تخرج عن نطاق سيطرة الفرد، تحدّياً بنفس القدر، مثل وقوع حادث خطير ،أو وقوع الفرد ضحية للعنف، أو العيش في كارثة طبيعية ،أو حرب ،أو خسارة مفاجئة غير متوقعة.

في العادة لا تختفي أفكار وذكريات الحدث الصادم ،بل ومن الممكن أن تزداد سوءًا ،وتؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة ،والذي يمكن أن يعطِّل بشكل خطير قدرة الشخص على تنظيم عواطفه، والحفاظ على علاقات صحية.

وللتخلُّص ،ومعالجة التعلُّق بصدمات الماضي، تشمل بعض الأساليب النفسية ،العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي، والعلاج الحسي الحركي، أو العلاج بالصدمات ،والذي يعرف بإسم العلاج الذي يركّز على الصدمات،وهو نوع من العلاج الذي يعتمد عمومًا على بحث متعمِّق يهدف عادةً إلى مساعدتك على فهم الصدمة وآثارها ،والتعامل معها. ويتم تصميم علاج الصدمات خصيصًا لأولئك الذين تعرّضوا لحدث صادم، وتشمل أهدافه مواجهة الصدمة نفسها ،وتغيير الإرتباطات السلبية لها ،وتقّليل أعراضها، فقد يمكن أن يكون الإنكار جزءًا طبيعيًا من عملية التكيف بعد التعرض للصدمة ، فإنكار تعرّضك لتجربة مؤلمة ، يمكن أن يكون بمثابة آلية دفاعية تمنعك من معالجة كل مشاعرك في وقت واحد ، لكن إنكار الصدمة التي تعرّضت لها لفترة طويلة من الزمن ، يمكن أن يؤدي إلى عدد لا يحصى من المشاكل ،وكلما أنكرت الصدمة التي تعرضت لها لفترة أطول ،كلما طالت المدة التي تقضيها دون طلب المساعدة ،ويعرّضك ذلك لتحدّيات مختلفة تتعلق بصحتك العقلية.

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *