الثقة بالذات،تولد بلاشك من إيمان الفرد بقدراته و إمكانيته و رؤاه الواضحة و أهدافه المقنّنة ،وهذا حتمًا لا يولد من فراغ ،بل أن هذه الثقة تنمو مع الفرد من خلال مروره بعدة مواقف، و تظهرمن خلال حسن التعامل مع هذه المواقف. ولا يخفى علينا أن معرفة نقاط الضعف و تنميتها ،أحد أهم العوامل المؤثرة في بناء الثقة .
و قد تنشأ لدى بعض الأفراد ثقة مفرطة بذواتهم مع تزامن مرورهم ببعض التجارب الناجحة و من خلالها يتحيزون لأحكامهم الخاصة، ويقيّمون أنفسهم ، بأنه من المستحيل وقوعهم في الأخطاء ، وهذه الثقة المفرطة بحدّ ذاتها ،هي السبب الأساسي في سوء التقّييم الذاتي و الذي يوقعهم في الأخطاء بنسبة كبيرة.
و كما نعلم ،أن الثقة مهمة جدًا فهي تعطي للفرد دافعية للنجاح و المحرِّض الأساسي للإبداع.ولكن قد يحدث الخلل هنا إذا كانت هذه الثقة مفرطة ،لأنها تفضي إلى المبالغة في تقدير الذات و ازدياد توهمها بالتحكُّم في جميع الأمور وهذا ما يجعلهم في خانة مقارنة ذاتية
مستمرة مع الآخرين،مع شعورهم بأفضليتهم عنهم. وتأخذ هذه الثقة منحنى هبوط حادّ في مستوى الأداء حيث أن الفرد في هذه الحالة ،يقع في الكثير من الأخطاء و يتسبّب في كوارث لذاته لأنه يصبح أكثر تسرعًا في اتخاذ قرارت و تنفيذها دون دراستها مع استبعاد إحتمال حدوث الأزمات بسبب الثقة المفرطة التي تحجب وضوح الرؤية .
وحتّى يمنع الفرد ذاته من الوقوع ضمن انحياز الثقة المفرطة، عليه أن يعي بأن هناك مفارقات فردية بين الأقران، وعليه أن يتقصّى و يبحث و يدرس جميع قرارته و التعامل دون الشعور بفوقية عن الآخرين و عليه تحمُّل مسؤولية الأخطاء التي من شأنها تكوين قاعده خبرات قوية.
إن الثقة بالذات مهمة جدًا، لكن التوازن فيها هو المقود الأساسي لها.
@fatimah_nahar