متابعات

جمال وطبيعة خلابة.. المملكة.. مقومات سياحية وتنوع فطري

البلاد – أبها

تتمتع العديد من مناطق المملكة بمقوِّمات سياحية مبهرة، تجعلها ضمن الدول التي تجذب الزوار، خصوصاً في ظل الاهتمام المتعاظم بهذا القطاع ضمن رؤية 2030، الهادفة لجعل السعودية دولة سياحية من الطراز الرفيع. وفي هذا السياق تبرز محافظة أبو عريش، شرق مدينة جيزان كمحافظة ذات الطابع السياحي، بما يتوافر فيها من مقومات طبيعية خلابة. وفضلاً عن موقعها الإستراتيجي ، فهي تتبوأ موقعاً متوسطاً بين محافظات المنطقة.

ومن أبرز المواقع السياحية بمحافظة أبو عريش “متنزه بحيرة سد وادي جيزان” حيث تضفي البحيرة جمالًا طبيعيًا متميزًا بما يتوافر به إمكانات طبيعية تم توظيفها لتحقيق الراحة والمتعة للزائرين؛ مما جعله منتجعًا سياحيًا ومقصدًا للأسر والزوار من محبي الاستمتاع بطبيعة وجمال الموقع.

وتضم المحافظة مواقع أثرية تشكل في مجملها صورة حقيقية لحقب زمنية في تاريخ المحافظة أضحت اليوم شاهدًا حقيقيًا على تلك الحقب وتباين تلك المواقع بين قرى وبلدات أثرية وقلاع وبيوت ومساجد تحكي تاريخًا لحضارة سابقة من خلال ما تحتويه من قلاع ومساجد تاريخية ومنها “جامع القُبب ، ومسجد العباسة وما تبقى من آثار الجامع الأعلى الذي يرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من ثلاثة قرون”، إضافة لبعض الصخور والأعمدة والفخار والكتابات والنقوش والزخارف.

ومن على ارتفاع 3000 متر وحتى أعماق المياه الإقليمية للبحر الأحمر، تتدرج التضاريس الطبيعية في منطقة عسير، وتتباين بشكل كبير لتشكل لوحة جميلة من الحيوانات والطيور النادرة التي قاومت التغيرات المناخية والطبوغرافية التي تشكّلت منذ آلاف السنين.


وعلى الرغم من التماسك البيئي الذي صمد لعدة قرون إلا أن الكثير من العوامل التي تسبب فيها التغير المناخي وبعض الممارسات البشرية الخاطئة، أسهمت في اختلال التوازن في أجزاء كثيرة من طبيعة المملكة ومنها منطقة عسير، مما جعل الجهات الرسمية تتدخل وتسن قوانين صارمة للحفاظ على هذه الميزة النسبية والتنوع الإحيائي الكبير، حيث تعاقبت الجهات الحكومية المسؤولة عن حماية الحياة الفطرية، وتطورت مهامها منذ إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عام 1986 م، وحتى وقتنا الحاضر الذي شهد إنشاء “المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية” إلى جانب “المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر”.

ويأتي الأمر السامي بإنشاء “محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية” التي تمتد على ثلاث مناطق إدارية اشتملت عسير، وجازان، ومكة المكرمة، لتطوير آليات الحفاظ على التنوع البيئي والأحيائي للوصول إلى استدامة النظم البيئية، وتحسين إنتاجية النباتات، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.


واشتهرت منطقة عسير التي تضم الجزء الأكبر من المحمية بتنوعها الحيوي الفريد، حيث رصد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية 332 نوعاً من الطيور، و27 نوعاً من الحيوانات الثدية البرية، و51 نوعاً من الزواحف والبرمائيات معظمها يصنف ضمن المهددة بالانقراض.

ومن أشهر الطيور المهددة بالانقراض “طائر العقق العسيري” النادر من الطيور حيث لم يتبقَّ منه سوى أعداد قليلة جداً تعيش في أعالي السروات، ومن أشهر الطيور الأخرى التي تستوطن منطقة عسير “الحمامة الخضراء” التي تسكن عادة في الأودية والمزارع والغابات الكثيفة دائمة الخضرة، وتتواجد إلى جانب طائر” الأكوع” في تهامة عسير، و”الأكوع” نوع من البلابل المحلية كثير التغريد رمادي اللون مع مسحة من السواد في رأسه وفي عنقه، وبقعة صفراء تحت ذيله.
وإلى جانب طائر “السنونو” الذي يطلق عليه محلياً “الوغا” وهو طائر سريع الحركة يبني عشه من الوحل في مغارات الجبال وفي شرفات المنازل، يعيش وسط غابات عسير طائر ” القمري” مغرداً معظم وقته وخاصة في أوقات الأمطار ، وهو من الطيور التي يطرب الإنسان لسماعها ويتغنى به الشعراء كثيراً .


ومن الطيور النادرة والفريدة في منطقة عسير “الأهيم” ويعرف في بعض دول العالم بـ “أبومعول” ويتواجد في بعض دول العالم، ويتميز بعنق ومنقار طويلين ويصدح في النهار بصوت عالٍ، ومن الطيور اللاحمة والمهددة بالانقراض، اشتهر النسر الأذون والمعروف محليًا بـ”العيزاء” وهو طائر بني اللون ضخم الجثة.

وتزخر البيئة البحرية التابعة لمنطقة عسير على سواحل البحر الأحمر والتي تشملها “محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية” بالكثير من الطيور النادرة وبعضها مهدد بالانقراض مثل “نورس أبيض العين”، حيث يعتبر البحر الأحمر موطنه الأصلي ويتكاثر على الجزر ذات الصخور والشواطئ الرملية، ويقيم أعشاشه في الأرض المكشوفة القريبة من الشاطئ، وكذلك يتواجد الطائر المعروف باسم”الأبله البني”، وإلى جانبه يتواجد “البلشون الرمادي”.


وعرفت أجزاء كبيرة من منطقة عسير ضمن المواطن الأصلية لـ “النمر العربي” حيث يعتبر من الحيوانات الأكثر تهديداً بالانقراض، وعادة يعيش في الجبال والمنحدرات وفي الأحراش الشجرية التي تمثل البيئة الأهم له للتخفي والصيد وتحظى جهود إعادته إلى بيئاته الأصلية في المملكة باهتمام كبير على المستوى الرسمي والشعبي. كما يوجد حيوان “الوشق” الذي يعرف محليًا بـ” المخنق” وهو من أنواع القطط البرية الشرسة التي تتغذّى على صغار الحيوانات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *