متابعات

حق أساسي مكفول للجميع.. مختصون لـ(البلاد): الصحة النفسية والرفاهية أبسط حقوق المجتمع

البلاد – ياسر خليل

يحتفل العالم اليوم (الثلاثاء)، باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار “جعل الصحة النفسية والرّفاهية للجميع أولوية عالمية”، بهدف تعزيز الصحة النفسية لجميع أفراد المجتمعات، وتسهيل الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والعمل على الحد من الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية، وتأكيد الاهتمام بالصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة، وأنها حق أساس من حقوق الإنسان المكفولة للجميع، ولكل شخص أياً كان وأينما كان له الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية.

ويقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: “الصحة النفسية هي حالة الراحة النفسية التي تمكن الفرد من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق أهدافه وخدمة المجتمع على أفضل وجه ممكن، فالصحة النفسية للشخص تساعده على اتخاذ القرارات وتعزيز العلاقات الاجتماعية في المجتمع، وبذلك فإنها مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من الطفولة والمراهقة حتى مرحلة البلوغ والشيخوخة”.


وأكد قانديه أنه من الضروري جداً أن يهتم كل فرد بصحته النفسية طالما يتطلع إلى حياة سعيدة وكريمة وبعيداً عن الهموم والمشاكل، إذ أثبتت الدراسات أن الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في المجتمع، وهي جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات، ومن هنا يجسد شعار اليوم العالمي بأن الصحة النفسية هي حق أساس من حقوق الإنسان، وهي حاسمة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية والاقتصادية.


في السياق ذاته، يقول المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري: “تظهر أهمية الصحة النفسية في الحياة في قدرة الشخص على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية ومساعدته في التغلب على المشاكل التي تواجهه بطريقة صحية وإيجابية، إذ تتيح الصحة النفسية الجيدة للشخص التركيز على مميزاته وقدراته، كما يكون لديه طموحات وأهداف يسعى لتحقيقها من أجل حياة سعيدة”، منوهاً إلى أن هناك العديد من الطرق والأساليب لتعزيز الصحة النفسية في حياة الفرد ومنها الابتعاد عن مصادر القلق النفسي والتوتر والخوف والأخبار السيئة، الحرص على تحقيق الأهداف الاجتماعية؛ كالتعلم والوظيفة والزواج لبناء الأسرة، والاهتمام بممارسة الرياضة والنوم الصحي، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وعدم إغفال الجوانب الترفيهية.


من جانبه، يقول الأخصائي الاجتماعي صالح هليّل: “هناك بعض النصائح المهمة للعيش بسعادة، بعيدًا عن الاضطرابات النفسية وهي: “الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية من خلال بناء علاقات صحية ومتوازنة مع الأصدقاء والعائلة، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين يدعمون ويشاركون نفس القيم والاهتمامات، وهذا الأمر من الممكن أن يكون له تأثير إيجابي على الحالة النفسية للفرد، وأيضاً التواصل والتعبير عن المشاعر، بمعنى عدم التردد في التحدث عن المشاعر والمخاوف مع الأشخاص المقربين من الفرد، فقد يكون لديهم نصائح قيمة أو فهم للتحديات التي يواجهها الشخص”.


وقال هلّيل: إن من النصائح أيضاً العمل على تحقيق الأهداف الشخصية، بمعنى أن يحدد الفرد أهدافاً واقعية ويبدأ في العمل نحو تحقيقها، فالشعور بالتقدم وتحقيق النجاحات الشخصية يمكن أن يعزز السعادة ويقلل من الاضطرابات النفسية، وبجانب كل ذلك الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية من خلال ممارسة الهوايات والأنشطة التي يستمتع بها الفرد وتساعده على الاسترخاء وتحسين مزاجه، والاستمتاع بالحياة وإدخال الفرح في حياته الشخصية، فكل ذلك يمكن أن يسهم في السعادة الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *