اجتماعية مقالات الكتاب

شبح الملز

هناك لاعبون سعوديون مؤثرون في الساحة الرياضية في المملكة وساهموا بالكثير من الإنجازات التاريخية سواء على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات، وقد امتد تأثيرهم في الوسط الرياضي حتى بعد اعتزالهم كرة القدم حيث كانوا مثالاً للاعب القدوة الذي يحتاجه الشباب خاصة في هذا العصر الذي تداخلت فيه الثقافات وأصبح العالم قرية صغيرة. أحد هؤلاء اللاعبين هو الكابتن يوسف خميس، لاعب الوسط الشهير في المنتخب الوطني ونادي النصر السعودي.

كما هو فهد المصيبيح الذي كتبنا عنه سابقاً في هذا المكان، النجم المبدع يوسف خميس صانع ألعاب من طراز نادر ويلعب بقدمه اليسرى بشكل أخّاذ وجميل يخاف منها حرّاس المرمى في الفريق المنافس إلى الدرجة التي أطلق عليه المعلق الخبير أكرم صالح لقب “شبح الملز” والملز هو الحي الشهير الذي يقع فيه الاستاد الرياضي الشهير في الرياض الذي يحمل اسم الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-.

السبب الذي يجعلنا نخصص هذا المكان لهذا اللاعب الخلوق الذي تجاوز الستين من عمره ومازال موجوداً بيننا هو جزء من ردّ الجميل لهذا اللاعب الجميل خاصة وأن الإعلام لم يعطه الاهتمام الذي تستحقه موهبة نادرة مثله.

بالإضافة إلى صناعة اللعب، اشتهر هذا اللاعب الجميل بتسديداته القاتلة من خارج منطقة الجزاء، واللاعب الذي يسدّد بقوة وبراعة متقنة من خارج منطقة الجزاء عملة نادرة في كرة القدم؛ والجماهير السعودية مازالت تذكر هدفه الشهير في مرمى الاتحاد الذي جلب كأس الملك لنادي النصر. يقول المدرّب البرازيلي مانيلي عن يوسف أنه لاعب مؤثر لا يمكن الاستغناء عنه. وقد صدق هذا المدرب إذ كان يوسف المايسترو الذي يعزف أجمل سيمفونية بقدمه اليسرى داخل الملعب يصنع الكرات للمهاجمين ويسجّلها عندما يعجزون عن تسجيل الأهداف.

صنع يوسف خميس الكثير من الأهداف لزملائه وخاصة لزميله في الفريق والمنتخب اللاعب الكبير ماجد عبد الله الذي لم ينكر دوره في صناعة الأهداف التي يسجّلها إذ يقول عنه أنه يفهمني جيداً ويعرف المكان الذي أتحرّك فيه أكثر من معرفتي له.
لم يتخلّ يوسف عن كرة القدم بعد اعتزاله المبكر فقد اتجه للتدريب وقاد فريقه النصر كمدرّب كما قاده كلاعب، ثم امتهن التحليل الفني للمباريات وبرع فيه كأفضل من يتواجد في الاستديو لقراءة المباريات ونقدها ومازالت الجماهير تتابعه حتى الآن على شاشة التلفزيون.

ولعل من المواقف الشهيرة التي يتذكّرها الجمهور لهذا اللاعب الخلوق هو رفضه الظهور بالزي الافرنجي الذي فرضته إحدى القنوات الفضائية على محللي ومقدّمي الاستوديوهات التي تعقب المباريات الرياضية الناقلة لها حيث كان الدوري سعودي واللاعبون سعوديون والمحللون سعوديون والقناة سعودية فلماذا اللباس الافرنجي؟ يقول يوسف بسخرية لاذعة حول هذا الأمر: “لكم أن تتخيّلوا أن أتخلّى بعد اقترابي من عمر الستين سنة عن الزي الوطني وأظهر بلباس دخيل علينا، ولا يناسب هويتنا الوطنية.”

khaledalawadh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *