اجتماعية مقالات الكتاب

قصة وطن (1)

كان فجر الخميس الماضي 21 سبتمبر 2023 مختلفاً عن كل الأيام فيه تفتّق شعاع الصبح فيه على عالم مختلف عالم كان محور حديثه المملكة العربية السعودية.
كل وسائل الإعلام لم يكن لها ذلك اليوم سوى ترقب حديث واحد، ولقاء واحد، وتحليل واحد.. إنه حيث سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي بثته قناة FOX News الأمريكية فجر الخميس الماضي بتوقيت المملكة.
كم أنت محظوظ يا سيد “بريت باير” أن حظيت بهذه المقابلة مع قائد شغل العالم كله، وبات حديث كل وسائل الإعلام.. قائد شاب كان ومايزال حديث العالم.

عندما تصدر قناة FOX News بياناً تُعلن فيه مسبقاً عن هذه المقابلة، وعندما تنتدب لها كبير معلقيها السياسيين فإنما تشير إلى الأهمية الكبيرة للقاء، التي تأتي من أهمية الضيف.
إنه ضيف قاد بلده في أعوام قليلة نحو مكانة عالمية فاجأت الدول واستحوذت على اهتمام الشعوب، ولم يجد المعلقون سوى الإعجاب به والإندهاش من كل ما يقوله.

حتى المناوئين للمملكة تلعثموا وهم يبحثون عن شيء ينتقدون فيه هذا الوطن وشخص الأمير، إلى أن وجدوا أنفسهم يناوئون بلداً يرفع العالم له القبعات إعجاباً بما حققه في أعوام قليلة.
قصة إنبثاق دولة بحجم المملكة العربية السعودية قصة كما قال ولي العهد “أعظم قصة في القرن الحادي والعشرين”.
قصة تكونت من ثلاثة فصول :فصلها الأول بدأ عام 1727 بظهور الدولة السعودية الأولى، واستمرت قرابة قرنٍ، ليأتي الفصل الثاني لهذه الدولة في عام 1824 بانبثاق الدولة السعودية الثانية، التي استمرت إلى نهاية القرن الميلادي التاسع عشر حيث بدأ التحضير للفصل الثالث الذي اكتمل عام 1932 عندما أُعلِنَ توحيد معظم أنحاء الجزيرة العربية تحت اسم “المملكة العربية السعودية”.

إن من غير الدقيق ما يتردّد أحياناً عن تسمية عام 1932 بأنه عام “تأسيس المملكة” بل هو توحيد أطرافها. فالتأسيس بدأ في فبراير 1727 واكتمل التوحيد في 23 سبتمبر عام 1932.
حديث ولي العهد جاء في وقته فقد تزامن مع الإحتفال باليوم الوطني وهي مناسبة سنوية يجسد فيها الشعب حبه لوطنه ووقوفه مع قيادته واعتزازه بكل حبة ترابٍ وحبة رملٍ في كل أنحاء الوطن الكبير.
إن قصة توحيد المملكة قصة عظيمة ستظل بحاجة إلى مزيد من الدراسة المتعمقة لسبر أغوار توحد بلد بحجم قارة لم تكن فيه قبل النفط أي موارد إلى أن قيّض الله رجالاً ذوي نوايا سليمة عملوا بإخلاص حتى بدأت الخيرات تأتيه من باطن الأرض ومن كل مكان. خيرات سُخرت في المقام الأول للعناية ببيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ورعايتهما وحمايتهما، ثم رفاهية الشعب وأمن وأمان الوطن.
واستمرت القصة إلى يومنا الحاضر حيث يحظى الوطن بمكانة تليق به بين دول العالم، وعضوية في المنظمات والتجمعات الدولية.
ومازالت القصة مستمرة بكل جاذبية حيث يتواصل تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ثم ننطلق إلى رؤية 3040 وما بعدها.
(يتبع)..

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *