اجتماعية مقالات الكتاب

حياتنا وتبدد الواقع

تتشكّل حياة الفرد في مراحل مختلفة لزامًا عليه أن يمرّ و تدريجيًا تصبح الحياة صعبة نسبيًا لكنه قادر على التكيُّف معها لأنه قد اكتسب الخبرات اللازمة من مروره في المواقف و أصبح أكثر دراية و أعمق خبرة فتجده يأخذ بنفسه ليتجاوز كل معيق مع استمرارية دفعه لذاته للأمام.

وقد تتكالب على الفرد الضغوطات و تقيّده مراحل الفشل و الضعف النفسي جراء خساراته و مشكلاته التي تواجهه و هذا أمر محتّم يجب أن يمر به و هذا مُكلف في الحقيقة حيث أن تقبُّل الصدمات و معايشتها و تجاوزها ، ليس سهلًا و لكنه ليس صعبًا أيضًا إنما يحتاج الأمر الى قرار صارم.

ولكن قد يصل البعض إلى نقطة من النُكران الذي يحبسه في دائرة من الألم و يختار على أساسها أن ينفصل فيها عن الواقع الذي يقبع فيه فيتزايد لديه شعوره بإغترابه عن واقعه مع شعوره بعدم الإنتماء و ليس هذا فحسب بل تتحول نظرة الفرد إلى العالم الخارجي على أنه عالم وهمي ضبابي !

وفي هذه المرحله تبدأ مستويات تقدير الذات بالإنعدام و تنشأ لديه إضطرابات نفسيه كالقلق المزمن و الخوف و تزايد نوبات الهلع والغضب الممتزج بالألم و قد يتحول هذا إلى أضرار صحية و جسدية بسبب الضغط النفسي العالي الذي يتعرض له داخليًا.
علينا أن نعي أن الحياة لا تُعاش بهذه الطريقة و أن الآلام و الأحزان واردة كذلك الفشل و الإخفاق و ليس حلًا أن يرفض الشخص الواقع ليصل درجة الإنفصال. على الفرد منا أن يحارب من أجل إستعادة سلامته النفسية و عدم الإستسلام مهما كلّفه الأمر مع الإدراك
بأن هذه حياتنا وأن مسؤوليتنا العظمى ألا نترك حياتنا تتسرب من بين أيدينا.

@fatimah_nahar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *