الدولية

المغرب.. هزات ارتدادية ودعم دولي

البلاد – وكالات

لم تتوقف الهزات الارتدادية في المغرب حتى أمس؛ إذ وصلت إلى 5.9 على مقياس ريختر، بينما اعتبر مراقبون أن زلزال الحوز كان الأشد قوة منذ فترة طويلة، حيث أسفر عن 2012 قتيلاً و2059 جريحاً، بينهم 1404 حالاتهم خطرة، وفقاً لوزارة الداخلية.
وأعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، رصد هزة أرضية بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر على بعد 77 كم جنوب غربي مراكش، مشيراً إلى أن هذا الزلزال هو التاسع الذي يشعر به المغرب خلال الـ 35 ساعة الماضية.
وأشارت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن مركز الزلزال الذي ضرب المغرب، يقع بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بعد حوالي 70 كيلومتراً (43.5 ميلاً) جنوب مراكش، موضحة أن قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة مع هزة استمرت عدة ثوان، لافتة إلى أن مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومتراً (11 ميلاً) تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال)، وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة.
من جهته، أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب ناصر جبور، أن زلزال الحوز كان الأشد قوة منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن أقوى الهزات الارتدادية وصلت إلى 5.9 على مقياس ريختر. وأضاف وفقاً للعربية، أن وقوع الزلزال لم يكن مفاجئاً من حيث البؤرة، لافتاً إلى أن قوة الزلزال كانت مفاجئة مقارنة مع زلازل تاريخية أخرى. كما قال: إن قوة الزلزال بلغ درجة لم تكن في الحسبان، حتى لمن درس الجيولوجيا وعلم الزلازل، مشيراً إلى أن قوته يمكن تفسيرها إلى أنه جاء متأخراً لسنوات بالنسبة للدورة الزلزالية القديمة.
وفيما يتعلق بالهزات الارتدادية، أوضح أن بعد الزلزال الرئيس كانت الهزات الارتدادية متسلسلة ومستمرة بشكل كبير، وقوتها كانت عالية؛ حيث تم تسجيل هزة ارتدادية بقوة 5.9 على مقياس ريختر في إقليم الحوز. وبيّن أن هناك استمرارية للهزات الارتدادية لكنها متباعدة في الزمن، ولكن لا يمكن الشعور بها بنسبة 100 %، كذلك أوضح أن هناك توزعاً جغرافياً لهذه الهزات على شكل إكليل تحيط بالبؤرة الرئيسة للزلزال، لكنها تقل مع مرور الوقت.
وقال صندوق النقد الدولي، أمس: إنه يعمل على دعم المغرب واقتصاده بعد مأساة الزلزال. ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر المقبل. وقال متحدث باسم صندوق النقد رداً على سؤال بشأن الاجتماعات المقررة: “تركيزنا الوحيد في هذا الوقت هو على شعب المغرب والسلطات هي التي تتعامل مع هذه المأساة”.
ويكابد الناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من ستة عقود للحصول على الطعام والماء مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى، التي يصعب الوصول إليها، ويبدو أن عدد الوفيات الذي يزيد على ألفي شخص من المرجح أن يرتفع أكثر. وقضى الكثيرون ليلتهم الثانية في العراء بعد أن وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر من يوم الجمعة. ويواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها. وقالت الحكومة المغربية أمس السبت: إنها تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة الكارثة؛ منها زيادة فرق البحث والإنقاذ وتوفير مياه الشرب وتوزيع الطعام والخيام والبطانيات.
إلى ذلك، يتواصل الدعم الدولي للمغرب، حيث أعلنت إسبانيا، أمس، إرسال فريق من 56 مسعفاً إلى المغرب لدعم السلطات المحلية في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، الذي أودى بأكثر من ألفي شخص، بينما أكدت فرنسا استعدادها للمساعدة متى رأت الرباط ذلك ضرورياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *