تميّزنا الإختلافات الشخصية ، ولكل منا نمط شخصي خاص به. وإذا نظرنا إلى أنفسنا ومن هم حولنا ، نجد الفروقات الفردية التي يتمتع بها كل فرد منا ، فكل فرد منا يختلف حسب شخصيته ، ونتعامل مع مختلف الشخصيات في آن واحد ،و قد نصادف في تعاملاتنا كل أنماط الشخصية.
وتنقسم هذه الشخصيات إلى عدة أنماط ، وقد تتغير هذه الأنماط حسب الظروف المحيطة .و في الحقيقة كل شخص منا يبحث عن الكمال فنجد أننا نقحم ذواتنا في التحدّيات الكبيرة لنجد ذواتنا و نحققها .و بما أن لكل شيء ميزاته ، قد تسير الأمور على عكس رغبتنا في حال المبالغة في الكمالية.
إن البحث عن الكمال ، سلوك لا يتبعه إلا شخص فريد من نوعه .وهذا أمر جيد و كما نعلم أن هذا تدرجاً يبدأ بالظهور في التعامل والمشاعر والافكار والسلوكيات، ونجد هنا أن عدم الإتزان في هذا ، يخلق لدى الفرد شعوراً معاكساً حينما يضعه في منزلة أعلى دون الآخرين ، فتبدأ لديه بروز مخاوف تقييم الآخرين له.
إن تسليط الضوء على الكمال فقط ، يسهم في تشكُّل الأفكار السلبية ، وذلك بسبب أن الفرد حينما يخفق، يتزايد لديه لوم الذات بشدّة ، وهذا من شأنه التأثيرعلى حالة صفاء الذهن ،فيصاب بالتشوّه الذهني حيث أنه حكم على نفسه بعدم قدرته على النجاح وبالفشل الكلي والدخول في حالة من التشّكيك بذاته.
يُحدثُ التشوّه الذهني بعوامل داخلية . وهذا إن حصل، فهو أعظم خطأ نرتكبه في حق ذواتنا ، وعلينا أن نعي أن السير إلى الكمال، أمر جيد ،و لكن ليس هناك كمال.
ومن هذه النقطه ،بإمكاننا إصلاح أنفسنا وعدم إطلاق أحكام نهائية.
علينا مراعاة أذهاننا ، وعدم ترك المشاعر السلبية لتتحكّم بنا، فالرفق حق من حق أنفسنا علينا.
fatimah_nahar@