الحامل و حامض الفوليك

أعادت مؤسسة الخدمات الوقائية الأمريكية مؤخراً التوصية بالتزام الحامل بتعاطى حامض الفوليك مبكراً جداً في الحمل.
مؤسسة الخدمات الوقائية الأمريكية هى لجنة مستقلة من الخبراء في مجال الرعاية الأولية والوقائية تستعرض بشكل منهجي أدلة الفعالية وتقوم بتطوير التوصيات للخدمات الوقائية السريرية. و هي مؤسسة ذات أهمية إستثنائية ، وتعتبر توصياتها ذات أهمية بالغة للعاملين في مجال الصحة في أمريكا وخارجها.
و قد فندت التوصية المشار اليها القلق الذي أثاره البعض حول احتمال زيادة حدوث مرض التوحُّد عند الأطفال الذين تناولت أمهاتهم حامض الفوليك خلال الحمل، كما نفت أي علاقة لحامض الفوليك بزيادة حدوث أمراض خبيثة عند الأم.
يقدر عدد النساء اللواتى لم يخططن للحمل فى أمريكا بنصف عدد الحوامل، و لذا فإنهن يكتشفن حملهن بعد انقضاء الفترة الحرجة التى يتكون فيها الأنبوب العصبي ، أي بعد الأسبوع السادس للحمل، الأنبوب العصبي هو الذي يتكون منه الدماغ والعمود الفقري والحبل الشوكي. عدد الأطفال الذي يولدون بعيب خلقي في الأنبوب العصبي يصل سنوياً الى ثلاثمائة ألف. و حامض الفوليك هو الوحيد الذي نملكه لتقليل عيوب الأنبوب العصبي ، و لذا فإن عدم أخذه في الوقت المناسب للحوامل ، يُعتبر تقصيراً غير مقبول، و هذا يوضح أهمية العيادات التى تتعامل مع النساء اللواتى يخططن للزواج أو للحمل، حيث يمكن شرح أهمية حامض الفوليك لهن. و يستحسن أن تحرص اى سيدة راغبة في الحمل على تناول حمض الفوليك لفترة شهر قبل الحمل، ولأنه ليس هناك ما يؤكد حدوث الحمل في شهر محدد، فإنه يستحسن أن تتناوله كل الأخوات اللواتى يخططن للحمل أو اللواتي لا يأخذن موانع للحمل رغم ممارستهن للعلاقة الزوجية.
الجرعة التى يوصى بها صغيرة فهي حوالى نصف ملجم ، و لكن يوصى بزيادتها عند بعض الأخوات ، مثل من يرغبن في الحمل بعد عمليات تخسيس الوزن. أو من يتعاطين بعض الأدوية التى تقلل من حامض الفوليك مثل بعض ادوية الصرع.
عيوب الأنبوب العصبي كثيرة و أكثرها شيوعاً هى السنسنة المشقوقة ، و عدم تكون الجمجمة. السنسنة المشقوقة (spina bifida) هي عدم انغلاق العمود الفقري ، و كثيرا ما يكون مصحوباً بمشكلة في الأعصاب قد تؤدى الى نسبة من الشلل في الأطراف السفلية ، أما حالة عدم تكون الجمجمة (anencephaly) ويتبع ذلك عدم تكون الدماغ ، هنا يولد الطفل ميتاً أو يموت بسرعة بعد الولادة ، لأن عدم وجود الدماغ يعني عدم وجود توجيه لأعضاء الجسم المهمة لكي تعمل.
نسأل الله أن يقى أطفالنا كل مكروه، و كما قيل منذ قديم الأزل:” درهم وقاية خير من قنطار علاج”.